تتعرض المنطقة العربية لمنخفض سياسي ملحوظ مصحوب برياح عسكرية عاتية وغيوم اقتصادية ملبدة تحجب الرؤية الواضحة عن المهابط الآمنة الأمر الذي يشكل خطراً على حركة الملاحة الاقتصادية والأمنية فيها جراء عقوبات ظالمة تفرض من جهة واحدة وباتجاه محور المقاومة مصدرها ​الولايات المتحدة​ الأميركية.

مياه الخليج تزدحم يوماً بعد يوم بالقطع والبوارج ​البحرية الأميركية​ والبريطانية تحت راية حماية المضائق وحرية الملاحة فيها ضماناً لاستمرار تدفق النفط بيد أن التفجيرات التي حصلت مؤخراً في مياه الخليج زادت من حدة التوتر المضبوط لكنها شكلت رسالة واضحة لمن يعنيهم الأمر مفادها بأنه لا يمكنكم ضمان أمن المضائق ومياه الخليج حتى لو بلغت أساطيلكم مبلغ الحلقوم.

موقف ​إيران​ بات واضحاً لا لبس فيه، النفط مقابل النفط والأمن مقابل الأمن، ومهما بلغت الضغوط فلن تثنينا الدفاع عن حقوقنا، لتأتي حادثة إسقاط طائرة التجسس الأميركية ليثبت الموقف الإيراني استعداده الذهاب إلى الحرب وعدم التراجع خصوصاً بعد استتباع الرد الإيراني الحاسم على الرسالة الأميركية بالرد العسكري القوي إذا ما استهدفت أميركا أي بقعة من إيران.

إذا التراجع الأميركي عن استهداف إيران عسكرياً لم يأت عن حسن نية كما أوضح الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ إنما كان تراجعاً بناء لتوصية من البنتاغون نفسه بعد التأكد من أن إيران سترد بقوة.

مارك اسبر، المرشح لتولي منصب ​وزير الدفاع الأميركي​ وفي شهادته أمام لجنة الشؤون العسكرية في الكونغرس الأميركي قال: إن قرار الحرب سيجبر أميركا على سحب بعض القطع العسكرية المهمة العاملة في بحر الصين وإخلاء المنطقة هناك وذلك لتأمين الحشد اللازم في مياه الخليج وهذا لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة، وأضاف: بصراحة تامة أقول إن إيران لديها النية والإمكانات بإلحاق الأذى بالقواعد و​القوات الأميركية​ في المنطقة وعليه انصح بعدم الذهاب إلى خيار الحرب معها لتجنب الانزلاق نحو حرب شاملة من المؤكد أنها ستشمل ​إسرائيل​ في حال وقوعها.

إذاً العدو الإسرائيلي لن يكون بمنأى عن أي تطورات عسكرية قد تصيب المنطقة، وهذا الأمر أرعب ​الإدارة الأميركية​ وحلفاءها الذين يملكون قواعد عسكرية أميركية على أراضيهم مثل السعودية والإمارات والبحرين ما دفع بصقور الإدارة الأميركية بالتراجع عن خيار استراتيجيا الحرب والشروع في البحث عن البدائل التي تضمن أمن الكيان الصهيوني.

مع تصاعد حدة التوتر في المنطقة وبهدف تجنب الحرب وتجنيب الكيان الصهيوني جهنم العصر الحجري، تجري محاولات أميركية خليجية إسرائيلية حثيثة لوضع أمن المضائق ومياه الخليج تحت الحماية الدولية وذلك بهدف حشر إيران ومحور المقاومة معاً.

كلام الأمين العام لحزب اللـه السيد حسن نصر اللـه بمناسبة ذكرى انتصار المقاومة في ​حرب تموز 2006​ خلال مقابلة تلفزيونية خاصة لقناة المنار جاء ليؤكد المؤكد حيث قال: واهم من يعتقد أن الكيان الصهيوني سيكون بمنأى عن الضربات العسكرية المؤلمة في حال تعرضت إيران لأي هجوم عسكري، مضيفاً بان الرد الإيراني الأولي سيكون بالقصف المكثف باتجاه الكيان الصهيوني ذاته وأن محور المقاومة من الجولان حتى الناقورة بجنوب لبنان وبقيادة سورية، سيكون مشاركاً أساسياً في الحرب على العدو الإسرائيلي.

السيد حسن نصر اللـه تقصد اصطحاب خارطة تتضمن بنك أهداف إستراتيجية تضمن لمحور المقاومة غلة ثمينة تضاف إلى رصيده المتصاعد وتزيد من قوته الرادعة القائمة.

السيد حسن نصر اللـه أشار إلى أن كل محاولات العدو الإسرائيلي لترميم قواه العسكرية التي تلت حرب تموز 2006 باءت جميعها بالفشل.

السيد حسن نصر اللـه تحدث بلغة القائد المتمكن والقائد الواثق العارف بتفاصيل تكوين هذا الكيان الغاصب بكل تركيبته البنيوية والاقتصادية والعسكرية شملت أهدافاً غاية في الأهمية تشكل أهدافاً عسكرية تضمن إعادة هذا الكيان الغاصب إلى عصر ما قبل تكوينه في أي حرب قادمة.

إذاً العدو الإسرائيلي بات مكشوفاً بكل مفاصله وقدراته العسكرية البرية والجوية وحتى الاقتصادية والتكنولوجية بعد أن أصبحت ضمن مرمى صواريخ محور المقاومة وبمتناولها وكأن السيد تقصد القول نعلم عنكم ما لا تعلمونه عنا، نعلم ما تأكلون ومن أين تشربون وأننا استحوذنا على مفاتيح مسارب استمراركم، لديكم بنك من الأهداف ونحن نملك بنوكاً من الأهداف.

لم تهدأ وسائل الإعلام التابعة للعدو الإسرائيلي من التعليق على ما جاء في مقابلة السيد حسن نصر اللـه خصوصاً البعض من العسكريين في إعلام العدو أطلق على المقابلة خطاب الخارطة، نظراً لأهمية ما جاء فيها من تحديد نقاط ضعف تعيد هذا الكيان إلى العصر الحجري.

السيد حسن نصر اللـه وبعد العرض المسهب والاستراتيجي لمآل الأمور أشار إلى نقطة مهمة متوجهاً بالسؤال: هل يستطيع العدو الإسرائيلي تحمل وزر حرب مدمرة؟ في إشارة تحذير واضحة للأعداء، إياكم أن تجربوا المغامرة معنا فإنه في حال وقعت الواقعة فإن صلاتي القادمة ستكون في ​المسجد الأقصى​.

رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو وفي تصريح له عقب اجتماع الكابينت أمس الأحد، توعد حزب الله بضربة مدمرة إذا ما هاجم إسرائيل، ومن يقرأ جيداً بين السطور سرعان ما يتبين له أن نتنياهو يقول: إننا لن نقدم على الحرب مع حزب اللـه إذا ما أقدم هو عليها.

أحد كبار ضباط المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في محاضرة له قال: إن الخبر الجيد في تطور جاهزية الجيش الإسرائيلي، هو أن الجيش الإسرائيلي بات قادراً في أربعة أيام، على ضرب ما احتاج إلى 33 يوماً، لضربه في حرب عام 2006، ويُضيف ولكن الخبر السيئ هو أن حزب «رجال» اللـه ، بات قادراً أيضاً، على أن يضرب في أربعة أيام، ما قام به في 33 يوماً، في حرب عام 2006.

رغم الغيوم الملبدة والرياح العاتية فإن المنطقة من الخليج إلى بلاد الشام تشهد استعراضاً للقوى واستراتيجيا الحرب التي من شأنها منع الحرب.