اعتبر القيادي في تيّار «المردة» النائب السابق ​كريم الراسي​ أن ما نشهده على صعيد الأزمة الحكوميّة او باقي الأزمات التي تتخبط فيها البلد يتحمل مسؤوليته "العهد القوي" الذي وعد الناس بالمنّ والسلوى و​الابراء المستحيل​ فجاءت النتائج اكثر من مخيبة على الصعد كافة، لافتا الى ان تبرير تعطيل ​الحكومة​ بحادثة ​قبرشمون​ لم يعد يمر على احد، فهذه أعذار صغيرة لا يمكن ان نصدقها، فكيف نصدق ان ​الكهرباء​ و​الموازنة​ والاصلاح وحكومة الوفاق الوطني وكل شيء آخر متوقف فقط نتيجة اشكال حصل في الجبل؟!.

ورجّح الراسي في حديث لـ"النشرة" أن يتم قريبا تخطّي موضوع قبرشمون، فيعود الفرقاء المتصارعون ليجلسوا على طاولة واحدة لينفع عندها فقط القول "الله يرحم الذين ماتوا"، لافتا الى ان الحلّ سيكون على قاعدة الحلول التي اعتدناها، اي ان الكل يتنازل ولا أحد يخرج رابحا أو خاسرا. وقال: "بالنهاية ليس الكاذب في بلدنا من يتحمل المسؤوليّة انما من يصرّ على تصديقه".

ودعا الراسي لاجتماع ​مجلس النواب​ لتلزيم كل القطاعات الاساسيّة لدول أجنبيّة ومن ضمنها ماليّة ​الدولة​ والأجهزة الامنيّة، باعتبار ان "الفشل الهائل في الحكم لا يمكن ان نحله داخليا، وهذا ما أثبتته التجارب، فبعدما اعتقد البعض ان هناك بريق أمل بأن نُحكم من الداخل تبين ان ذلك غير ممكن، لأن من يتولى السلطة اليوم ووعد بأنه اصلاحي تغييري أثبت انه مثله مثل من سبقه، وكان كل همه ومشروعه الوصول الى جنّة الحكم ليمارس نفس سياسات من سبقه". وأضاف: "للأسف أثبتت التجارب اننا عندما كنا نُحكم من الخارج كنا نعيش في نموّ وازدهار واستقرار امني وسياسي واقتصادي، اما اليوم فأحوالنا من سيء الى أسوأ على كل المستويات".

ورأى أن البعض يتباهى اليوم بأنه أرسى ​الأمن​ في ​لبنان​، وهو كما كل اللبنانيين يدركون تماما ان الأمن في لبنان لطالما كان سياسيا وهو ما أثبتته كل التجارب دون استثناء سواء آخرها في الجبل وقبلها في صيدا و​طرابلس​ و​البقاع​، بحيث تمّ حل كل المشاكل ب​السياسة​ وليس بالأمن.

وردا على سؤال عما هو مطلوب من رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، قال الراسي: "أنا أنصحه بأن يخوض معركة واحدة ويربحها. فهو ومنذ استلامه الحكم لم يخض معركة واحدة وانتصر فيها سواء سياسيا او اقتصاديا او ماليا او عائليا". واضاف: "اذا كان غير مقتنع بالعمل السياسي فليفسح المجال لسواه. وقد يكون من الافضل بالنسبة له ان يستقيل لانه يخسر على كل الجبهات وهو على رأس الحكومة. وهنا لا خلفيّات طائفيّة عى الاطلاق بكلامي باعتبار ان ما ينطبق على الحريري ينطبق على ​الرئيس ميشال عون​ وباقي المسؤولين من الطاقم القديم المدعوين للتنحي وترك الساحة للجيل الجديد بعدما أثبت النواب ​الشباب​، انه باستطاعتهم على بثّ نفس جديد في حال اتيحت لهم الفرصة".

وتطرق الراسي لأزمة ​النفايات​، وتساءل: "أيعقل اننا لا نزال نتحدث عن سبل حلّ هذه الازمة؟ لماذا لم نكن نسمع بها خلال الوصاية الخارجيّة سواء العثمانيّة او الفرنسيّة او السوريّة"؟ واضاف: "المشكلة ليست في الآليات التي سنعتمدها سواء كانت ​المطامر​ او ​المحارق​، انما بغياب الثقة لجهة ادارتها بالشكل الصحيح". وختم بالقول، "اذا كنا غير قادرين على ادارة ازمة النفايات هل سنكون قادرين على ادارة ​قطاع البترول​ مثلا"؟.