علمت "الشرق الأوسط" من مصادر وزارية مطلعة أن المبادرة الجديدة التي كانت وراء عودة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى تكثيف لقاءاته بالجهات المعنية تقوم على الفصل بين حادثة الجبل وانعقاد مجلس الوزراء في الأسبوع المقبل على أن يصار إلى التريث لحين صدور القرار الظنّي عن القضاء العسكري لتتقرر إحالة هذه الحادثة إلى المجلس العدلي أم لا.

ولفتت المصادر الوزارية إلى أن المبادرة هذه تنطلق من اقتراح ينص على عقد اجتماع خماسي في قصر بعبدا يحضره الرئيس ​ميشال عون​ ورئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​ إضافة إلى النائب السابق ​وليد جنبلاط​ والنائب طلال أرسلان للبحث في آلية تطبيق المبادرة لطي صفحة استمرار تعطيل العمل الحكومي.

وكشفت أن المبادرة تتضمن قاعدة أساسية للحل، لكن الحريري ليس في وارد الموافقة على ربط دعوة مجلس الوزراء للانعقاد بالمسار الذي ستسلكه هذه المبادرة، وعزت سبب عدم موافقته إلى أن هناك من يحاول التعامل مع اللقاء الخماسي المقترح في بعبدا وكأنه المرجعية التي سيناط بها تحديد الإطار العام للعناوين التي ستناقش في مجلس الوزراء. كما أن القبول ببعض مضامين الاقتراح يعني أن الحريري قرر بملء إرادته التنازل عن صلاحياته لجهة توجيه الدعوة لعقد الجلسة وتحديد جدول أعمالها بعد التشاور مع رئيس الجمهورية.

ورأت أن مجرد تعليق دعوة مجلس الوزراء على اجتماع سياسي يقع خارج حدود الدستور، ولن يلقى تأييداً من الحريري، فكيف إذا أُريد منه أن يوجّه دعة مبتورة لعقد الجلسة؟

وعلمت "الشرق الأوسط" أن الرئيس الحريري يرفض أن لا تشمل الدعوة لعقد جلسة الحكومة أيّاً من الوزراء، في إشارة إلى أن الاقتراح ينص على عدم دعوة الوزيرين أكرم شهيب و​صالح الغريب​ لحضورها.

واعتبرت المصادر الوزارية أن استثناء شهيّب والغريب من حضور الجلسة مخالف للدستور مهما كانت الذرائع والأسباب، ومنها أن غيابهما يقطع الطريق على طرح حادثة الجبل على طاولة مجلس الوزراء، إضافة إلى أنه يحمي المداولات في الجلسة من أي تصعيد يمكن أن يرفع منسوب الاحتقان. كما اعتبرت أن عدم دعوتهما قد يدفع بعض الجهات إلى التعاطي مع مثل هذا التدبير وكأنه سيؤدي إلى استبعاد المتهم أي شهيب والضحية أي الغريب عن حضورها، وبالتالي فإن هذا الاقتراح مرفوض من رئيس الحكومة، خصوصاً أنه يصب في خانة استباق نتائج التحقيق بإصدار الأحكام في حادثة الجبل.

وأكدت المصادر أن الحريري مع اللقاء الخماسي شرط أن يقتصر على تحقيق المصالحة بين جنبلاط وأرسلان، على أن تُترك الأمور الأخرى إلى القضاء الذي وحده يُصدر الأحكام.

وعلمت "الشرق الأوسط" أن الرئيس عون لم يعترض على رغبة الحريري بانعقاد مجلس الوزراء لكنه طلب منه أن يمهله ليُجري اتصالات لهذا الغرض، مع أنه تردد قبل أن يتحرك اللواء إبراهيم لتسويق مبادرة جديدة بأنه سيكون لرئيس الجمهورية موقف مؤيد لدعوته، قبل أن يدخل رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل فور عودته من واشنطن على خط الاتصالات.