أكّد متروبوليت ​بيروت​ وتوابعها للروم الأرثوذكس ​المطران الياس عوده​، خلال ترؤسه قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس، أن "كل موهبة، أو كل وزنة نملكها، هي آتية من فوق، من لدن الله، وهي نعمة معطاة لنا بواسطة الروح ​القدس​. طبعا، يمنحنا الرب المواهب حسب استطاعتنا، هو العارف بكل واحد منا وبقدرته على الاحتمال"، مشيرًا إلى أن "​المحبة​ لا تعني أن أدلل المحبوب طوال الوقت، بل تعني أن أبغي خلاصه، أن أقوم بتأنيبه وتوعيته إذا وجدته مخطئا في الكلام أو التصرف، حتى يصطلح ويعود إلى استقامة الرأي".

ولفت الى أنه "أصبح سهلا في عصر التواصل الإجتماعي الرائج في أيامنا أن يشتم الإنسان أخاه أو يلفق التهم والأضاليل، ويروج الشائعات ويعتبرون فعلهم من ضمن الحرية التي هي حق لهم. لكنهم يتجاهلون عن قصد أو عن غير قصد أن حدود حريتهم تقف عند حدود حرية الآخرين.

وشدد على أن "الشيطان، منذ سقط بسبب كبريائه، لا يغمض له جفن، مفتكرا بطرق يجتذب بها إليه كل أبناء الله المخلوقين على صورته ومثاله"، موضحًا أنه "إذا كنا ننادي بحرية الرأي والتعبير، لماذا نمنعها عن الآخرين وننعتهم بالتدين والتزمت؟ من منكم يسكت عن إهانة أمه أو أبيه؟ من منكم يقبل أن يسخر أحدهم من إبنته أو أخته؟ إن ​العذراء​ مريم بالنسبة لنا هي والدة الإله ووالدتنا لأننا أبناء الله بالتبني. العذراء مريم هي أمي و​يسوع المسيح​ هو ربي، ونحن لا نسمح بإهانة أمنا ولا نسكت عن أي مس بها أو بيسوع المسيح ربنا وإلهنا".

ونوّه بأن "المسيحي يحب الآخر كائنا من كان، وإلهنا أوصانا بأن نحب أعداءنا ونبارك لاعنينا ونحسن إلى مبغضينا، لكنه قال أيضا إن علينا ألا نلقي جواهرنا أمام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها. لذلك، الحرية هي حرية أبناء الله لأن الخليقة نفسها أيضا ستعتق من عبودية ​الفساد​ لتشارك أبناء الله في حريتهم ومجدهم. والمسيحي الحق شاهد للمسيح، يدافع عن إيمانه بالمسيح مهما كانت الظروف، ولا يساوم ولا يهادن".