أشار وزير الثقافة ​محمد داوود​ إلى أنه "من الموقع الأثري في البص، إلى موقع صور المدينة، إلى مدينتها القديمة، الشاهد الأكبر على التعايش المشترك، إلى الأسواق القديمة، إلى آثارها التحتمائية، إلى كنائسها وجوامعها، إلى مرفئها القديم الذي يعج بالحياة، لا تزال ​مدينة صور​ تحتوي على مخزون أثري، تساهم البعثات الأثرية اللبنانية والأجنبية حتى اليوم، في الكشف عنه، وإبراز دور المدينة الثقافي"، لافتاً إلى أن "الحفريات الأثرية توقفت، قسرا، أثناء فترة الاجتياح الإسرائيلي، حيث اضطرت المديرية العامة للآثار، إلى حماية القطع الأثرية عبر إعادة طمرها، أو تغطيتها بالإسمنت والحجر الرملي، وسوف تعمد المديرية العامة للآثار، إلى الكشف عنها وإبرازها وعرضها للعموم".

وخلال اطلاق المرحلة الأخيرة من عملية إنشاء متحف تاريخ صور الحضاري، وتأهيل الموقع الأثري في محلة البص في المدينة، أوضح أن "مدينة صور التراثية استفادت من شهرتها العالمية، وإرادة أهلها وتشبثهم بأرضهم وتقاليدهم، فانطلقت مرحلة من النمو، ساهمت في تنشيط ​السياحة​ الثقافية والتراثية والدينية"، معتبراً أن "ازدهار هذه المدينة، ووضعها على الخارطة السياحية، هو ثمرة تعاون بين كافة الأفرقاء، بدءا من ​وزارة الثقافة​، إلى بلدية صور والجمعيات الأهلية والمجتمع المحلي، واستكمالا لهذه المسيرة الثقافية - الإنمائية، يقتضي أن نعمل على توحيد رؤيتنا، ضمن إطار خطة هادفة، تحافظ على المكانة التراثية والعالمية لهذه المدينة، وتخلق علاقة متوازنة بين الحداثة كواقع حتمي والهوية التراثية والتاريخية كواجب وطني".

وأكد أن "متحف صور له ميزته الخاصة، فهو يجسد تاريخ هذه المدينة العريقة، ويسلط الضوء على الحياة اليومية والصناعات والحرف التقليدية، التي توارثها أهل صور عن أجدادهم، ويستعرض في حناياه حوالي 1200 قطعة أثرية، لكل منها حكايتها وأسطورتها".

وأشار إلى أنه "إدراكا لأهمية التعاون والشراكة مع المجتمع المحلي بكافة مكوناته، نلتقي اليوم لإطلاق المرحلة النهائية لمتحف صور، فنضيء معا، نجمة إضافية في سماء هذا الموقع الأثري".

وشكر "الدولة الإيطالية، مجلس الإنماء والإعمار وبلدية صور، لدورهم البارز في عملية إنشاء هذا المتحف، وتأهيل الموقع الأثري، وكذلك المجتمع المحلي، الداعم الأساسي لوزارة الثقافة".