بعد هذا التراشق، كيف سيجلس على طاولة واحدة المتراشقون من الوزراء؟ عشرة وزراء على الأقل في صدام مباشر: وزراء المختارة وخلدة... وزراء الرئيس ووزراء تكتل ​لبنان​ القوي.

***

بعد هذا التراشق هل ​التسوية الرئاسية​ ما زالت قائمة؟ وهل ما تم "طبخه" في خريف 6201 سيذهب مع "غيمة صيف" في 2019؟

***

بعد هذا التراشق، هل سيصمد ​الإقتصاد​؟ ماذا عن أحوال الليرة ؟ كم من المرات كان يقول لنا مسؤول مالي رفيع: لا احمل في جيبي سوى نقدٍ بالعملة اللبنانية؟

***

بعد هذا التراشق، مَن سيجمع المتراشقين؟ الإحتكام إلى ​القضاء​ سواء أكان عدلياً أو عسكرياً أو اجرائياً.

***

بعد هذا التراشق، أين ​الحكومة​؟ وهل من انعكاس لهذا الصراع القاسي الذي يأخذ الطابع السياسي و​الطائف​ي؟

***

وفي ظل التراشق هناك مَن يستمر في اغتنام الفرص، فعلى سبيل المثال لا الحصر: إحدى الشركات العملاقة في ​بيروت​ تُعطي الإعلانات في نطاقها إلى إحدى الشركات المحظية والمحظوظة من دون أي مقابل، في وقت تدعي هذه الشركة انها تعاني من تراجع في ارباحها. فهل من شفقة أو رحمة للوضع المالي؟ ام هناك مَن يستمر في ثقافة "الشفط"؟

***

في مقابل المخاوف، يقارن وزير ​الاقتصاد​ ​منصور بطيش​ بين وضع ​اليونان​ ووضع لبنان فيوضح ان اليونان ارتفعت فيها تسليفات المصارف في مقابل ودائعها، أما تسليفات لبنان فتبلغ أقل من ٦٠ مليار دولار فيما تبلغ الودائع ١٧٧ مليار دولار.

وفي ما يشبه الحزم والحسم، يقول وزير الاقتصاد الذي هو من الحلقة الضيقة لدى ​رئيس الجمهورية​: "النقد ثابت والليرة مستقرة، ولا يحلم أحد بالتلاعب ب​الليرة اللبنانية​، اما التهويل فسببه المضاربات".

***

أرقام وزير الاقتصاد مريحة، ولكن ماذا عن توافر ​الدولار​ في الاسواق: إحدى المشاكل ان لبنان يستورد سنويًا بقيمة ٢٠ مليار دولار فيما يصدّر بـ ٤ مليارات دولار، هذا يعني ان ١٦ مليار دولار تخرج سنويًا من لبنان لاعتبارات تجارية، وهذا الامر هو واحدٌ من الاسباب التي تؤدي الى طلب الدولار دائمًا.

***

ومن الامور التي يجب التنبه لها ان على اللبناني ان يميز بين الاستثمار الاجنبي في لبنان والايداعات الاجنبية في لبنان. في الوقت الراهن لا استثمارات اجنبية في لبنان بل ايداعات اجنبية. الاستثمار ثابت فيما الايداع متحرك. الاقتصاد المتين يستدعي جذب استثمارات بمقدار جذب الايداعات، لأن الايداع "جبان" يهرب عند اي فرصة فيما الاستثمار يتريث.

***

كلامٌ لرئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ يقول فيه لوفد اغترابي: "لا تخافوا على مصير لبنان، لأن التاريخ أظهر أننا قادرون دوماً على النهوض من الكبوات. ربما يمر وطننا اليوم بمرحلة صعبة، لكن هذه هي الحال أيضاً في كثير من البلدان".

***

والصعوبة الكبرى ان رئيس الجمهورية بعد الطائف لا يحق له دعوة ​مجلس الوزراء​ للانعقاد، فكيف تسير أمور البلاد والعباد دون حكومة، التي أولى واجباتها خدمة الناس، والذي يحصل هو العكس تماماً.