لا يزال أهالي ​بيت مري​ والمناطق المجاورة يعانون الأمرّين في قضية ​النفايات​، فاليوم ورغم وجود معمل الفرز في بيت مري فإن الروائح الكريهة المنبعثة من المكان تدفعك الى أن تفتّش عما يحدث في منطقة معمل الفرز والمعالجة الذي يستوعب نفايات البلدة... هناك تجد أكواماً من القُمامة تتجمع دون أن يعرف أحد السبب!.

المشهد في ذلك المكان وحده يتحدّث عن نفسه وهو يعيد أهالي المنطقة الى زمن ليس ببعيد كثيراً، سبق إنشاء معمل الفرز والمعالجة وتحديداً الى أيّام المكبّ العشوائي. هذا ما تؤكده مصادر مطلعة، متسائلة عن "سبب تراكم هذه النفايات التي قد تزداد مع الوقت".

ماكينة جديدة!

من جهته الخبير البيئي والمسؤول عن معمل الفرز في بيت مري ​زياد أبي شاكر​ يؤكد أن "هذه ليست نفايات عشوائية"، لافتا عبر "النشرة" الى أن "عملية الفرز تتمّ ولكن يتبقى الطعام وأكياس النايلون وهذه نضطرّ لإزالتها ميكانيكيا بآلات خاصة في ماكينة التخمير ومن ثمّ يذهبون الى الانضاج"، مضيفاً: "خلال عشرة أيام سيتم احضار آلات كبيرة تساعد على فرم النفايات بشكل أسرع".

بدوره رئيس ​بلدية بيت مري​ روي أبو شديد يشير الى أن "الشتاء كان قاسيا هذا العام ولم نستطع القيام بعملية التسبيخ"، لافتا الى أن "النفايات تصل كميتها الى حوالي الخمسة عشر طناً وهي تراكمت خلال فصل الشتاء"، مضيفا: "نقوم بتسبيخ المواد العضوية وأكياس النايلون"، مؤكدا أن "المعمل يستوعب عشرين طناً، وفي نهاية أيلول أو بداية تشرين الاول نكون انتهينا من معالجة ما تبقّى".

استحداث مكب جديد؟!

"هذا النوع من تراكم النفايات ممنوع وعملية التجميع قبل الدخول الى المعمل يجب أن تكون محكمة". هكذا تختصر مصادر بيئية مطلعة على المشهد، لافتة الى أن "الارض يجب أن تكون مسلطة بالباطون حتى تنزل العصارة على الخزانات لتعالج عبر التكرير بالمياه"، مضيفة: "حتى طريقة التخزين يجب ان تكون مختلفة والقُمامة مغطاة". وتذهب المصادر أبعد من ذلك لتقول "طريقة انسكاب النفايات على الارض لا تظهر أنها مجهّزة لتعالج أو لتدخل الى معمل أو ماكينة، وعملياً التسبيخ في الهواء الطلق يعني إستحداث مكب عشوائي".

كمية أكبر...

تتساءل المصادر عن "سبب وجود هذه الكمية من النفايات في ظل وجود معمل للفرز"، واضعةً في هذا السياق عدّة فرضيات "إما أن هناك كمية كبيرة لم يتم فرزها أو معالجتها أو أن كمية يتم إحضارها الى المعمل هي أكبر من القدرة الاستيعابية للمعمل ويتم فرز ومعالجة ما يمكن فرزه أو معالجته".

عملياً المشهد في معمل بيت مري محيّر، والواضح أن هناك سوء ادارة، فإذا كان هذا الامر تسبيخاً كيف يكون في الهواء الطلق؟ واذا كانت المشكلة في "الارض" فلماذا وافق المعنيون أصلاً عليها، أما إذا كانت شيئاً آخر فالأيام المقبلة وحدها كفيلة بكشفه! ليبقى التعويل الأساسي على ​وزارة البيئة​ التي يفترض بها أن تكشف على هذا المكان، خصوصاً وأنه يقع بالقرب من وادي لامارتين الأثري!.