كشف موقع "​فورين بوليسي​" عن ان "تنافس الدول الخارجية على عقود إعادة الإعمار في ​ليبيا​ هو ما يعيق نهاية الحرب في هذا البلد"، مشيراً إلى أن "حملة المشير ​خليفة حفتر​، قائد "​الجيش الوطني​ الليبي" التي بدأت قبل أربعة أشهر للسيطرة على العاصمة ​طرابلس​، تقترب من الانهيار، فقد تراجعت آماله بالسيطرة السريعة بسبب ​المقاومة​ الشديدة للمقاتلين الموالين ل​حكومة​ الوفاق الوطني التي تحظى باعتراف دولي".

وأكد الموقع أن "هذه التطورات جاءت في وقت دخلت فيه قوى خارجية لتأمين حصصها من هذا البلد الذي فرقته الحرب الأهلية منذ عام 2011 وتضم هذه الدول ​الصين​ و​فرنسا​ ودولا خليجية، وأصبحت هذه القوى عاملا في إطالة أمد الحرب"، مشيراً إلى أن "بعض اللاعبين في الحرب يتحدثون عن الحاجة لوقف تدفق ​المهاجرين​ غير الشرعيين باتجاه ​أوروبا​، أو يرون أنهم بتدخلهم في البلاد سيسهمون في استقرارها إلا أن كل طرف تدفعه الرغبة بالحصول على العقود المربحة في مجال إعادة الإعمار هناك".

وتوقع "أن تتضاعف نسبة إنتاج ​النفط​ الليبي بحلول عام 2023، وبالتالي فعملية تأهيل ​الصناعة​ ومشاريع البنية التحتية ستؤدي إلى حصول الأطراف المتنافسة على أوراق نفوذ في ليبيا. فعلى سبيل المثال تتنافس الدول الأجنبية للحصول على حصة في حقلي الشرارة و​الفيل​ الواقعين في جنوب البلاد، بالإضافة للحصول على منفذ في كل من ميناء ​بنغازي​ وراس لانوف"، مؤكداً أن "مستوى القوة في ليبيا يتأثر بمن سيفوز بهذه العقود. فقد دعمت ​الإمارات​ و​السعودية​ ومصر وفرنسا قوات حفتر، وتراهن مصالح هذه الدول على انتصار حفتر وقواته وسيطرتهم على طرابلس وبالمقابل، دعمت ​إيطاليا​ و​تركيا​ وقطر حكومة الوفاق الوطني وساعدتها على مقاومة الهجوم الذي شنه حفتر".

ورجح أنه "في حال استمرت سيطرة حكومة الوفاق على العاصمة طرابلس ومحيطها، وحفتر و"الجيش الوطني" على شرق وجنوب ليبيا، فستكون ​روسيا​ والصين في موقع للاستفادة أكثر".