مَن يعتقدُ بأن الوضع ليس خطيرًا، يكون مخطِئًا جدًا:

مستويات الخطر ثلاثة:

عسكرية أمنيَّة

مالية إقتصادية

بيئية.

***

هذا المثلث المرعِب إستدعى، على ما يبدو، ثلاثة مستويات من التحرك:

مجلس أعلى للدفاع.

مجلس وزراء.

طاولة حوار إقتصادية.

***

عقد ​المجلس الأعلى للدفاع​ اجتماعًا طارئًا في قصر الرئاسة الصيفي في بيت الدين، للبحث في تداعيات الاعتداءين الإسرائيليين على ​الضاحية الجنوبية​ من بيروت ومنطقة قوسايا في البقاع.

لبنان استبق هذا الإجتماع بموقفين بارزين لا بد أن يتركا تداعياتهما على الوضع ككل:

الموقفُ الأولُ لرئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، بعد لقاء مع المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش، أعلنَ فيه وبالفم الملآن أن الهجمات الإسرائيلية هي "بمثابةِ إعلانِ حربٍ يتيحُ لنا اللجوءُ إلى حقنا في الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا وسلامة أراضينا".

في المقابل، وبالتزامن، صدر الموقف الثاني، ولكن عن رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، ربما من باب "توزيع الادوار"، فأبلغ إلى سفراء مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في ​مجلس الأمن​ بأن الحكومةَ اللبنانيةَ "ترى أنه من المصلحة تفادي أي انزلاق للوضع نحو تصعيد خطير".

وتجدر الإشارة إلى ان موقف رئيس الحكومة جاء غداة تلقيه اتصالًا من وزير الخارجية الأميركي ​مايك بومبيو​ دعا فيه إلى ضبط النفس.

***

السؤال هنا: بين موقف رئيس الجمهورية أن ما حصل هو إعلان حرب يتيح الحق في الدفاع عن النفس، وبين موقف رئيس الحكومة الداعي إلى تفادي أي انزلاق نحو التصعيد، هل دخل لبنان في نفق مرحلة جديدة؟ ماذا عن الخطط اللبنانية في ظل هذا الوضع؟ ما هو مصير ملف ​ترسيم الحدود​ البحرية والبرية؟ ماذا عن المواعيد التي بدأت تُضرَب للتنقيب عن ​النفط​؟

***

المعروف ان ملفَّ التنقيبِ عن النفط هو من أبرز الملفات التي يستندُ إليها لبنان للخروج بعد ستة أشهر من التصنيف السلبي، كما ان المعروفَ أن وكالات التصنيف الإئتماني أعطت لبنان "فترة سماح"، فهل التطورات بين لبنان والعدو الإسرائيلي يمكن أن تقضي على "فترة السماح" قبل بدايتها؟

***

الأجوبة المحتملة يمكن أن تأتي من "​طاولة الحوار​ الإقتصادية" التي دعا إليها رئيس الجمهورية في ​قصر بعبدا​، وستكون هذه الجلسة هي النشاط الأبرز في القصر الجمهوري بعد عودته من المقر الصيفي في بيت الدين أواخر هذا الأسبوع.

***

بالتزامن والتوازي، يغرقُ لبنان في ​النفايات​، ويكون قدَرُه ان يفتش عن استراتيجية دفاعية لمواجهة ​العدو الاسرائيلي​.

استراتيجية مالية لمواجهة الدين والعجز والبرهان عن "حسن سلوك مالي" تجاه وكالات التصنيف الائتماني.

إستراتيجيةٌ بيئيةٌ لمواجهة النفايات، والتي تبدو أنها العدوُ الداخليُ الابرز.

فهل ينجح في هذه المواجهة المثلثة الأَضلاع؟

***

لننتظر!!