شدّد الوزير السابق ​رشيد درباس​ على أن "المشكلة التي حصلت على خلفيّة تصريحات ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ عن الحقبة العثمانية التي حكمت ​لبنان​ تأتي في إطار الخلل الموجود في بُنية الحكم، ولا بدّ من ​سياسة​ تتّخَذ في ​مجلس الوزراء​، وتتعلّق بما قيل، وتحدّد الموقف اللبناني الرسمي"، مشيراً إلى أن "المشهد يُنظَر إليه من زاوية أن هل ما يُدلى به من تصريحات، حتى ولو كان من قِبَل رئيس الجمهورية، يعبّر عن سياسة ​الدولة​؟ وبمعنى آخر، هل اجتمع مجلس الوزراء وقرّر أن يكون له الموقف "الفلاني" المحدّد من العلاقة مع ​تركيا​؟".

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، لفت درباس إلى أنه "لا شك في أن رئيس البلاد يمثّل البلاد. ولكن هل ما قاله عن تركيا في خطابه يوم السبت الماضي، هو موضع اتّفاق في مجلس الوزراء؟ فمجلس الوزراء مجتمعاً هو السلطة الحاكمة، وهو الجهة التي ترسم سياسة البلاد. فأي تصريح من هذا النوع تجاه دولة جارة، يترتّب عليه تَبِعات، وهذه التبعات يجب أن تتحمّل مسؤوليتها الجهة المخوّلة باتّخاذ القرار، بكليّتها. أما المعضلة لدينا فتكمُن بأن ​الحكومة​ هي حكومات، والموقف اللبناني هو عبارة عن مجموعة من المواقف".

ورأى أن "الإحتفال بمئوية لبنان الكبير، يمكنه أن يأتي في إطار آخر، يتعلّق بأن المئوية هذه تتعلّق بالإعلان عن أول دولة ديموقراطية في الشرق"، مشيراً إلى "إننا هنا، نتحدّث عن "دولة ديمقراطية" بين مزدوجين ولكن، رغم ذلك، ورغم أن الحكم كان فيها للإنتداب، إلا أنه أوجد لنا رئيس جمهورية ومجلس وزراء ومجلس نواب، بالإضافة الى قضاء. وبالتالي، أخرجنا من نطاق الحكم الخلافي، وجعل لنا دولة مدنيّة".

وأوضح درباس أن "الإحتفال بالمئوية الأولى للبنان الكبير، هو احتفال بالدولة المدنيّة الأولى في الشرق، بحدود أصبحت متكاملة وتشكّل وحدة، بتنوّع ديموغرافي يعطيها غنى، وهذا هو معنى الإحتفالية هذه. فنحن لم نُخرج السلطنة العثمانية بثورة، بل إنها سقطت بسبب الحرب العالمية الأولى، وورثها الحلفاء و"لبنان الكبير" كان من نتيجة هذا السقوط"، لافتاً إلى "وجود ثلاث دول إقليمية مجاورة للبنان، محوريّة وقويّة، سواء اعترفنا بذلك أو لا، نبدأ ب​إسرائيل​ التي هي عدوّ، ومن ثم نذكر ​إيران​ التي تمتاز العلاقة معها بأنها مُلتبسة، بالإضافة الى تركيا التي لا تفيدنا الخصومة معها وبالتالي، إذا كانت الحكومة لم تجتمع، ولم تتّخذ قراراً يتعلّق بالنّظرة الى دور تركيا خلال الحقبة العثمانية، فإن أي موقف في هذا الإطار سيثير نعرات معيّنة، تؤول الى "نوستالجيا" معيّنة لدى بعض ​الطوائف​، وتتعلّق بزمن الحكم العثماني، فيما الظروف لا تسمح لنا بأن نستخدم التاريخ على هوانا".

وأكد أنه "لا مصلحة لنا في دهورة العلاقة مع ​أنقرة​، ففي تلك الحالة سينتفض رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ لقيادة تحرّك يخفّف من وطأة التشنّجات، كما يفعل حالياً بعد التصعيد على الحدود الجنوبية للبنان"، معتبراً أن "المؤسف أن ​البناء​ اللبناني متصدّع، و"حفلة الجنون" قائمة في داخله".