لفت رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية ​جبران باسيل​ خلال احتفال للاعلان عن برنامج عمل قيادة التيار الوطني الحر" بعد الفوز بالتزكية في قصر المؤتمرات- ضبيه، إلى أنه "كانت المناسبة أساساَ لإطلاق حملتي الإنتخابية فأصبحت احتفالاً بانتصار "التيّار الوطني الحر بمعركة الديمقراطية للمرّة السابعة خلال أربع سنين من ولايتي الأولى"، مشيراً إلى "إننا نبني بيت "التيار الوطني الحر" على صخرة ​نهر الكلب​، لكن الأهم أننا نبني التيار على صخرة الديمقراطية حتّى إذا هبّت الريح ووقعت على هذا البيت لن يسقط لأنّ أساسه على الصخر".

وأشار إلى "إننا هنا بفضل الأمانة التي استلمناها من رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ منذ 4 سنوات وأيّدها أكثر من 80 في المئة من "التيار الوطني الخر" باستطلاع دقيق، وأنا هنا اليوم بالثقة التي منحتموني إيّاها، وزادت عن 90 في المئة وشكّلت شبه إجماع يدلّ على وعي أوصل إلى تزكية هي شكل من أشكال الديمقراطية، وأهمّ معركة هي التي نربحها دون أن خوضها".

وأضاف "مثلما يتم انتخاب رئيس "التيار الوطني الحر" من القاعدة الشعبية، يجب أن يأتي يوم ينتخب فيه رئيس الجمهورية من القاعدة الشعبية"، مشيراً إلى "إنني وعدت بالتيّار القوي ووفيت، والتزكية هي نوع من حكمكم على هذا العمل، وهذا لا ينزع عنكم الحق بأن تحاسبوني بعد 4 سنوات إذا وفيت بوعودي وحوّلتها إلى أفعال أو لا، وهذه هي الديمقراطيّة، وفي مطلق الأحوال، هذا لا يمنع الحق لأحد بأن يترشّح بعد أربع سنوات كما كان مفتوحا هذا الحق اليوم".

وتابع "قرّرت أن أطلب من المجلس الوطني تعديل النظام ليصبح للرئيس 4 نوّاب، نضيف على الموجودين اثنين تعييناً، لهذه المرّة، نائب رئيس لشؤون العمل الوطني ونائب رئيس لشؤون الشباب وهما سيكونان، إن وافق المجلس الوطني، طارق الخطيب ومنصور فاضل"، مؤكداً أن "قضيّتنا هي لبنان، وليس "التيّار الوطني الحر" وهو حامل القضية وليس هو القضيّة، ولذلك أنا أقول دائماً أنّ التيار أكبر من حزب ولكنه أصغر من لبنان، ومخطئ من يظنّ أننا لم نعد أصحاب قضيّة، وانّ نضالنا انتهى أو خفت".

وحذر أي أحد من التيّار "أن يحاول أن يغلّب مصلحته على مصلحة التيّار، وبالتالي هو يمس بروحيّة التيّار ولن أسمح لأحد بأن يخطف روح التيّار فالتيّار أهم من أي واحد فينا"، مؤكداً أنه "لدي إيمان عميق بالتيّار، وقناعة كبيرة أنّ التيّار ينجح ليس فقط عندما يصبح مؤسسة ناجحة للمنتسبين إليه، بل عندما يكون نجاحه لمصلحة الناس"، مؤكداً "إننا لسنا خائفين على وجودنا كمسيحيين وإنما خائفين على وجود لبنان كدولة فريدة بتنوّعها، لذلك لن نسمح بتفريغ الدولة من المسيحيين ولن نسمح بسقوط فكرة لبنان ولذلك أقول أنّ التيّار هو خلاص المسيحيين وأمل اللبنانيين ورجاء المشرقيين واما شراكة كاملة ومتوازنة ومتناصفة بين الطوائف، وامّا دولة مدنيّة علمانيّة قائمة على فكرة المواطنة، وخارطة طريقها تبدأ بإقرار القوانين المدنيّةـ كيف بدّنا نصدّق أنهم يريدون إلغاء الطائفيّة وهم لا يقبلون بالزواج المدني الاختياري".

وقال باسيل "لا تصدّقوا خرافات من يدّعي العزل لأنّه يستدرج العطف ولأن فكره إنعزالي وعلينا المبادرة وتحمّل من لا يقوم شيء إلاّ مهاجمتنا لأن لا شيء لديه يقدّمه سوى الكلام لأنّه تخلّى عن القضيّة"، متسائلا "كيف نكون مستأثرين اذا كنا طالبنا بتمثيل الجميع في الحكومة وقد تمثلوا بالتعيينات والقرارات؟ ولكن ماذا نفعل إذا هذا حجمنا وهذا علمنا، الجشع هو عند من يطلب اكثر مما هو حقّه".

وأكد أنه "آن الأوان لتغيير ​سياسة​ لبنان المالية ووقف النزف لموجوداتنا النقديّة، وآن الأوان لتحويل إقتصادنا إلى الإنتاج ليبقى اللبنانيون في أرضهم، وليكون لبنان مكتفياً بالكهرباء ومحوّلاً النفايات والماء والهواء والشمس إلى طاقة منتجة ومصدراً نفطاً وغازاً وليس شبابا"، مشيراً إلى أنه "كلّما تكلّمنا عن خطر التوطين، لاجئين فلسطينيين أو نازحين سوريين، يتّهموننا بالعنصريّة، وهذا وسام مزدوج على صدرنا: مرّة للدفاع عن وجود لبنان ومرّة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والسوري ورفض المؤامرات الهادفة إلى انتزاعهم من أرضهم وزرعهم في أرض الآخرين".

وشدد على "إننا صانعي سلام بين الشعوب ونعمل للسلام مع كل العالم ولكننا مقاومون إذا مسّت حريّتنا وسيادتنا أو استقلالنا ونعرف كيف نكون بقلب معادلة القوّة التي تحمي لبنان من إسرائيل ونحافظ عليها من دون التسبّب بحرب بل بإبعاد الحرب، بدل ان نكون خارجها ولجهة إسرائيل حيث البعض يتمنى ان يكون"، مؤكداً "إننا لن نكون شهود زور على تصفية القضية الفلسطينية وتفكيك الدولة السورية وتغيير هوية لبنان. والخطر على هويّة لبنان هو من الخارج بالتوطين، ومن الداخل بالتلاعب بالتوازنات والتفاهمات، ونريد من يلاقينا بالداخل بمنتصف الطريق لنحافظ على الميثاقيّة لكي لا نضطر للدفاع بكل ما أمكن على من نمثّل وعلى ما نمثّل".

وأكد باسيل أنه "لا يمكن أن نعمل كل هذه المهمّات الوطنية والمشرقيّة إن لم نكن قادرين وأقوياء، أنا وقفت أمامكم من أربع سنين مع وعد ببناء التيّار القوي وها نحن نبنيه وعندنا أكبر كتلة نيابيّة ووزاريّة، وأنا أقف أمامكم اليوم بوعد لبناء تيّار أقوى في الإدارة وفي الإقتصاد والإنماء وكلّ مفاصل حياتنا العامّة ونضع ايدينا معاً لنكون أقوى، ولا احد من الداخل أو الخارج يقدر ان يضعفنا"، مشيراً إلى "إننا تيّار، حركة ما بتوقف، لا جامدة ولا معلّبة، كما الماء نحن، لا يحدّنا حاجز ولا عقبة، ولا محرّمة ولا عقدة، لا ماضي ولا حاضر! لأن لاماضي أو حاضر نستحي بما عملناه ونحن كسّرنا كلّ التقاليد البالية والمحرمّات والإقطاعات ولا كبير أمامنا إلاّ الله ونشتغل لليوم وللغد ولبعده، ونشتغل للتيّار وللوطن لا لأشخاص، لأن حياة المجموعات متل حياة الأوطان، أطول وأهم من حياة الانسان".

واعتبر أنه "لنبني التيّار القوي والأقوى علينا الإستمرار بمأسسته وتطبيق نظامه وعصرنته فكرياً وإلكترونياً، وتعزيز مبدأ التنافس الإيجابي ومكافأة الناجحين وترقيتهم لنكون أقوياء ببعضنا لا على بعضنا، وتوسيع قاعدة التيّار في المناطق والطوائف بهدف توسيع قاعدة التياريين لتشمل كلّ المناصرين، ونواصل بإنشاء الجمعيّات اللصيقة بالتيّار، التي تكمل عمل التيّار، واستكمال بناء المنشآت للتيار، ويكون لنا بعد 4 سنوات بيت التيار ومركز تدريب الشباب وناديهم وبيوتهم وغيره، ويكون لنا التمويل الذاتي للتيّار من خلال شراكات ناجحة، لا تمدّ يدها على المال العام كما يفعل غيرنا، بل تمدّ يدها للقطاع الخاص كي تفيده ويفيدها"، مؤكداً أن "الأهم أن نشرك المنتشرين مثل المقيمين ونمكّن المرأة ونعطي القيادة للشباب ليرجع تيّارنا شاباً ويجدّد نشاطه وثورته، لأنه لا يمكن أن نكون تغييريّين إن لم نكن ثوريّين، وكما دحرنا الإحتلالات والوصايات والإرهاب، ندحر الفساد والصعوبات التي تنتظرنا وننتصر عليها بالحق، لأن غيمة الأكاذيب والإفتراءات ستنجلي وتظهر الحقيقة".

وأضاف "التيّار قدّم تجارب جديدة للبنانيين في الإنتخاب من القاعدة والنسبية، في الشفافيّة والنزاهة في الحقل العام، في كسر الأنماط القديمة وإرساء عمل وزاري نيابي نشيط وعملي، وعلى خطى المؤسّس سائرون بصلابة ومرونة معاً ، نتعلّم من أخطائنا ونصحّحها ونوسّع آفاقنا على امتداد لبنان ورحابة المشرق واتّساع العالم وونبقى متطرّفون في لبنانيّتنا، مشرقيون في تكويننا، عالميون في انتشارنا".