تؤكد اوساط واسعة الاطلاع في تحالف ​حزب الله​ و8 آذار، ان ليس من باب المصادفة ان يعلن النائب تيمور جنبلاط شخصياً وعبر مواقع التواصل الاجتماعي خبر لقائه برئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية ​جبران باسيل​ بمعية نائب التيار في عاليه سيزار ابي خليل وقبل ساعات من لقاء المصارحة والمصالحة في عين التينة، الذي جمع بعد ظهر امس وفدين من حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي في عين التينة برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبحضور كل من الوزير وائل ابو فاعور والوزير السابق غازي العريضي عن الحزب التقدمي، وعن حزب الله المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا. كما حضر اللقاء وزير المال علي حسن خليل ومستشار الرئيس بري أحمد بعلبكي.

وتشير الاوساط الى ان السياق الذي يسير فيه جنبلاط متزامن ومترابط ويحاول فيه تبديد كل الصعوبات التي واجهته في المرحلة الماضية والتي دخلت مناطق حمراء وخطيرة على مستقبل الاشتراكي وجنبلاط والدروز ولبنان والمسيحيين حتى. فما حصل في قبرشمون ولو ادى لا سمح الله الى مقتل احد وزراء التيار الوطني الحر مع الوزير صالح الغريب لكنا في مكان آخر اليوم ولكان أمن الجبل وعيشه المشترك في خطر. فمن بعبدا الى اللقاء الخماسي لطي صفحة قبرشمون سياسياً وترك الامور للقضاء، وصولاً الى الترحيب بالاقامة الصيفية للرئيس ​ميشال عون​ في بيت الدين وصولاً الى اللقائين بين ابنة جنبلاط ووفد درزي سياسي ووزاري وروحي كبير، وصولاً الى الزيارة التي ضمت كل من جنبلاط الاب وجنبلاط الابن الى عون وليس انتهاءاً بالتواصل الذي عاد بين التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي مناطقياً على مستوى الجبل والشوف لإعادة الوضع لما كان عليه قبل الانتخابات النيابية وقبل احداث قبرشمون.

وتؤكد الاوساط ان لقاءي اللقلوق وعين التينة يؤشران الى إكمال جنبلاط لمسار بدأ في بعبدا وبيت الدين ولن ينتهي في عين التينة، اذ يعرف جنبلاط ان محور المقاومة والممانعة من صنعاء الى ايران الى بغداد الى دمشق الى بيروت، يتقدم سياسياً وامنياً وعسكرياً ويهزم العدوان الثلاثي الاميركي- الصهيوني- التكفيري، ويُسجّل يومياً نقاطاً له في كل الاتجاهات وكل الجبهات، وهذا التقدم سيحقق له الانتصار الكامل في نهاية المطاف وفي وقت غير بعيد لكنه بات على طريق النصر وفق الاوساط. لذلك يدرك جنبلاط وفق الاوساط ان ما يجري في المنطقة ولبنان يؤكد تراجع المشروع المناهض لحزب الله داخلياً وخارجياً واقليمياً ودولياً، ولا يمكن الاستمرار بمعاداته او مخاصمته ولا يمكن الربح من دون علاقة جيدة معه. فحزب الله اذا ربح فسيربح حلفاؤه معه وهكذا يحصل. وتُشير الاوساط الى انه لم يجر اي لقاء تمهيدي قبل لقاء الامس في عين التينة ولكن جرت اتصالات تمهيدية مع الطرفين قادها الرئيس بري للتشاور والتفاهم والتمهيد لوضع خطة عمل متكاملة لحل النقاط العالقة والاتفاق على المسار لاعتماده، وهو ما عبّر عنه كل من الخليل والعريضي وخصوصاً في الملفات العالقة كملف عين دارة وملف مزارع شبعا الى العلاقة الدرزية- الدرزية والتعيينات وحماية حلفاء حزب الله وتأمين حقوقهم، مع الالتزام بمُسلّمة، لا يقبل حزب الله المس بها، وهي عدم الاقتراب من حلفائه او الاستمرار بشتمهم او التهجم عليهم اي سوريا وايران وحلفاء حزب الله في لبنان.

وتضيف الاوساط: الخلاف موجود وتنظيمه امر ضروري، والانتقاد طبيعي ولكن من دون شتائم. اما في الملف السوري فيعتبر حزب الله ان القرار في إعادة العلاقة بين جنبلاط ودمشق يعود الى القيادة السورية وبالتالي لا يتدخل حزب الله في هذا الشأن.