اعتبر القيادي في تيار "المستقبل" النائب السابق ​مصطفى علوش​ أن مشكلة اللبنانيين هي في كون ذاكرتهم ضعيفة، لافتا الى ان "المواقف التي صدرت عن أمين عام ​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ أخيرا في ذكرى عاشوراء لجهة وحدة الجبهات في حال تم ضرب ايران، ليست جديدة على الاطلاق ويتم تردادها منذ تأسيس حزب الله عام 1985"، مستغربا "تعبير البعض عن مفاجأته لما سمعه اليوم، وهو كان قد قال مرارا وتكرارا انه جندي في ولاية الفقيه وأن الحدود لم تعد موجودة".

وأشار علوش في حديث لـ"النشرة" الى ان لا هذه الحكومة ولا سواها ستتخذ أيّ موقف من كلام نصرالله، ولعل الكلام الخجول الذي صدر عن رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ بخصوص وضع حزب الله، يعبّر عن عجزنا وقدرتنا المحدودة جدا على مواجهته. وقال: "لكن ما نستغربه هو غياب أيّ موقف لرئيس الجمهورية الذي يفترض انه القائد الاعلى للقوات المسلحة، من كلام نصرالله الذي وكّل ​علي خامنئي​ بتحديد توقيت وزمان ومكان أي حرب".

ولفت علوش الى انّ كل الدول تتعاطى مع لبنان على أساس أنّه دولة مخطوفة لا حول لها ولا قوة، وهم يتعاطون مع الامر الواقع مع علمهم بالمخاطر العالية المحدقة، مستبعدا ان يتم التراجع عن اموال ومشاريع "سيدر" لأن لا خيار آخر للبلد والا ستعم الفوضى العارمة التي لا تشكل اي مصلحة لأي من الدول بوجود مليون ونصف نازح سوري على اراضينا، مشددا على ان لا همّ اليوم هو ان نرى كمية من اموال "سيدر" تصل الى البلد للانطلاق ولو بحد أدنى من المشاريع، لكن للأسف حتى الساعة لا نرى أي مؤشرات او افق في هذا المجال.

وقال: "الوضع الاقتصادي الراهن لن يتغير قبل ان نشهد تحوّلا جديا بوضع المنطقة، فنحن بالنهاية لا نعيش بجزيرة معزولة، اذ تحدّنا ​اسرائيل​ من جهة وسوريا من جهة أخرى، والوضع على الجهتين غير واضح وغير مستقر". واضاف: "لا أظن ان كل الآمال والتمنيات والبرامج والخطط التي تطرح لاخراجنا من الازمة الراهنة قادرة على ان تحقق المطلوب بغياب الاستقرار بالمنطقة والأهم بعدم الوصول الى نهاية كارثة حزب الله".

وردا على سؤال عن موضوع التعيينات، أشار علوش الى وجود آلية نظريّة للتعيينات لا يلتزم بها أحد ولا يتم تطبيقها، معتبرا ان "الميثاقية" وحدها هي التي تظلّل هذه التعيينات، فالحصّة المسيحيّة يستولي عليها كاملة "التيار الوطني الحر"، الحصة السنّية بأكثريتها تيار "المستقبل"، الحصّة الشيعية "حزب الله" وحركة "أمل"، يبدو أن رئيس "التقدمي الاشتراكي" ​وليد جنبلاط​ لحّق نفسه للحصول على الحصة الدرزيّة، ليبقى الكلام عن الآليّات كلام جميل نتغنّى به لكن لا نجد له أي صدى على أرض الواقع.