رأت صحيفة "​الرياض​" أنه "لا يُشكِّل هذا الاستفحال المرعب للإرهاب ونزعات الشّر والكراهية والإيذاء هزيمةً صارخة للعقل وحده؛ ولا لانهيار القِيم والمنظومة الأخلاقية، بل إنه هزيمة بشعة لصمود الضمير في وجه الاعتداءات الصارخة التي يشهدها ​العالم​ في شتى بقاعه وأصقاعه"، مشيرة إلى انه "مع الإيمان بأنّ ما يطال أي بُقعة أو صقع أو قُطْر في العالم هو ضرر بالغ يطالنا جميعاً، ويهدّد مصائرنا واستقرارنا باعتبارنا أسرة دولية واحدة يُفترض أن يحكمها أعراف وقوانين مُلزِمة للجميع، ولا يجوز بأي حال من الأحوال هتكها أو المساس بها أو التلكّؤ في الامتثال لها".

وأضافت "إلاّ أنه مع الأسف فإنّ الصورة تبدو غبِشة وقاتمة وبالغة الحِلْكة في ظلّ هذا الاستخفاف بسيادات الدول واستقرارها وأمنها ومحاولة البعض من الدول المارقة التي تسعى عن إصرار وتعمُّد تعكير صفو المجتمع والأسرة الدولية عبر انتهاكات متكرّرة كالتي تقوم بها ​إسرائيل​ التي دأبت منذ عدوانها الجائر على ​فلسطين​ من خلال الاحتلال و​الاستيطان​ والسعي للتوسُّع في كلّ مرّة؛ فضلاً عمّا تقوم به من ارتكاب فظاعات وأعمال تطهير عِرْقية وتقتيل وهدم منازل وغيرها من فظاعات، ليس هي وحدها من يمارس هذا العبث والتدخُّل في السيادة وتوظيف الأموال والمقدرات في بث الفتن ونشر الفوضى في الدول المستقرّة والآمنة، فبالأمس رئيس الوزراء الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ يعد مواطنيه بالتوسع وبناء مستوطنات جديدة سعياً في كسب تأييد وشعبية في تحدٍّ متكرّر وصارخ للأُمّة الإسلامية و​المجتمع الدولي​ اللذين يتعاملان مع هذا الوجود الإسرائيلي كاحتلال غاصب لا يمكن التصالح معه أو قبوله والتعاطي معه تحت أي تكييف أو تصنيف".

ورأت انه "فيما يخص ​النظام الإيراني​ الأرعن والفاقد لرشده فمازالت مماحكاته وتدخلاته السافرة في الإيذاء عبر جيوبه المنتشرة والموزعة في المناطق غير المستقرة؛ تمارس ذات الصفاقة والصلف والاستخفاف بكل القيم والأعراف والأخلاق ظنّاً منه أن هذا هو الجسر الذي يعبر به إلى أحلامه الشيطانية الخبيثة، متناسياً أنه أوهن من خيوط العنكبوت، ولن ينال ما يضمره من أهداف ومطامع، ليس لأننا فقط قادرون على ردعه وتأديبه، بل لأن العالم بأسره بات على قناعة بأنه عضو سرطاني شرّير وخطير على الكيان الدولي حري بالعالم أن يردعه، الذي بات مطالباً أكثر مما مضى بوقف هذا الاستهتار والعبث الذي لم يعد مهدداً للإقليم وإنما للعالم في طاقته واقتصاده واستقراره".