أشار الوزير السابق ​فادي عبود​ الى أن "الواقعيّة تقول إن لا ​سياسة​ أميركية باتّجاه ​لبنان​ مفصولة عن ​السياسة​ الأميركية التي تُمارَس في ​الشرق الأوسط​ وانطلاقاً من أن ​الولايات المتحدة الأميركية​ تحتاج الى أصدقاء في المنطقة أكثر من الأعداء، فإن لبنان قد يكون الأقرب إليها وهذا يظهر من واقع حجم ​السفارة الأميركية​ التي يتمّ تشييدها فيه، فضلاً عن العدد الهائل من اللّبنانيّين الذين يتمتّعون بعلاقة جيّدة مع الولايات المتّحدة، والذين يتابعون تحصيلهم العلمي هناك".

وشدّد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على أن "لا مصلحة لدى ​واشنطن​ بالتخلّي عن لبنان، مهما كانت الظروف. وزيارة بيلينغسلي تضمّنت جرعة أمل رغم كل ما يُقال في شأنها، ولكن يجب الإنتباه في الوقت نفسه الى أن صوفتنا حمراء في لبنان، ولا سيّما في ما يتعلّق بملف الإصلاحات".

ولفت الى أن "كل من ينظر الى الإصلاحات، من فرنسيين وغيرهم، يتحدّثون عن غياب الشفافية، فيما يتمّ زيادة "الطين بلّة" عبر تشكيك ​المجتمع الدولي​ أكثر، انطلاقاً من بعض ما يُقال داخلياً في هذا الإطار، وذلك رغم أن المجتمع الدولي منخرط في مساعدة لبنان بموجب تلك الإصلاحات المطلوبة"، مشيراً إلى انه "صحيح أن الطرف الأميركي غير منخرط في كلّ ما يتعلّق بمؤتمر "سيدر"، في شكل مباشر، على غرار الفرنسيّين مثلاً، ولكنه من بين الجهات التي تراقب الوضع في لبنان. وبالتالي، فإن زيارة بيلينغسلي تشكّل جرعة إيجابية، ضمن إطار المشهد العام للعلاقات اللبنانية - الأميركية".

ورداً على سؤال حول ما يُمكن توقّعه، في ملف ​ترسيم الحدود​، خلال زيارة شنكر الثانية في تشرين الأول القادم، على ضوء المحادثات الأميركية - الحوثيّة، وإمكانية الدّخول بمسار تفاوُضي إيجابي بين واشنطن و​طهران​، أوضح عبود انه "توجد إشارات إيجابية متعدّدة في المنطقة حالياً، رغم كل شيء، ولا خلاف بين اللبنانيين حول حق لبنان بالحصول على كل ثرواته. والواقعيّة تقول إننا بحاجة الى التدخل الأميركي في ملف ترسيم الحدود، لكي نتمكن من الوصول الى نتائج، خصوصاً أن ​إسرائيل​ يمكنها وضع العصي في الدواليب، الى ما لا نهاية".

وأكد أنه "يتوجّب علينا الإستفادة في لبنان، من أي جوّ إيجابي يحصل في المنطقة، سواء بين الأميركيين والإيرانيين، أو بينهم وبين الحوثيّين. وبذلك، نحلّ مشاكلنا كما يجب، فأي انهيار يحصل بالتزامن مع عدم وضوح الرؤية حول ​ملف النفط​ و​الغاز​ في لبنان، ستكون له تداعياته الكبيرة على الوضع الإقتصادي، وهو ما سيطغى في تلك الحالة على أي إيجابيّة يُمكنها أن تكون مفيدة في وقت لاحق".