بدأت "حرب المناخ" تدق أجراسها في الميدان العالمي. بعيداً عن القضايا المعهودة للشعوب وتنافس الدول المتواجدة على هذا الكوكب؛ تلوح في الأفق أزمة الكوكب عينه.

الكرة الأرضية​ في خطر. درجة حرارة الأرض الى ازدياد. النظام المناخي بأكمله في حالة ثورة طبيعية تثبتها الظواهر الغريبة المناخية والحيوانية والحشرية والبكتيرية والفيروسية. نتيجة لما تقدّم، تنبثق التحركات البشرية لا سيما الطلابيّة المنددة باهمال المناخ والتي قد تتطوّر الى ثورات لا سيّما في الغرب حيث احترام ​البيئة​ والطبيعة واجب انساني وأخلاقي لدى البعض وقناعة معتقدية دينية لدى آخرين.

"​الاحتباس الحراري​" عنوان جديد لحملات عالمية سياسية واجتماعية وحقوقية وبيئية وانسانية وإعلامية؛ إلّا في عالمنا العربي المتأخر دوماً عن مواكبة التطورات والاختراعات والأبحاث، على الرغم من أنّ أهم الباحثين الدوليين هم عرب. نجد أن نسبة ضئيلة من الدول العربيّة بادرت الى عقد المؤتمرات المناخية الدولية وبحثت كيفية التشريع والمساهمة في إنقاذ المناخ نذكر منها:

-دولة ​الإمارات العربية المتحدة​ التي تعقد كل سنتين في إمارة راس الخيمة مؤتمرا عالميا حول الاحتباس الحراري وحاليا تبحث في الأطر التشريعية الملزمة.

-المغرب-مراكش استقبلت مؤتمر ​الأمم المتحدة​ للتغير المناخي في العام ٢٠١٦ وهو النسخة ٢٢ من مؤتمر الأطراف وفق اتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن ​التغير المناخي​ والذي شاركت فيه ١٩٦ دولة.

-قطر-الدوحة استضافت في نيسان من العام الحالي مؤتمرا علميا عالميا في جامعة قطر حضره حوالي ١٧٠ عالما وباحثا بالشؤون المناخية من جامعات عالمية.

سؤال مركزي يُطرَح في هذه القضية، هل الاحتباس الحراري عنوان جديد لحروب اقتصادية عالمية أم هو خطر فعلي داهِم؟.

ثابت أن المسببات الأساسية لهذه الظاهرة المناخية هي الغازات الكربونية والوقود الأحفوري (البترول والفحم)، وغاز الميثان في العام ٢٠١٥ وُقّع اتفاق باريس التاريخي لتغيّر المناخ وانضمّ اليه ١٨٤ بلداً. الهدف منه الحدّ من الاحترار العالمي حتى ١.٥ درجة مئوية خلال القرن الحالي، وحتى الساعة إن المؤتمر المذكور هو نقطة الارتكاز لمقررات دولية حالية ومستقبلية. ولكن الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ سحب بلاده من الاتفاق وكذلك قررت الصين.

تُعقَد منذ يوم الاثنين الحالي قمة الامم المتحدة للعمل المناخي وسط دعوات شعبية للإضراب في اكثر من ١٢٠ دولة.

أصابع الاتهام تُوجّه نحو الدول الصناعية. صرحت أنجيلينا ميركل رئيسة حكومة ألمانيا ان الدول الصناعية هي المسبّبة للاحتباس الحراري والدول النامية تدفع الثمن.

الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ يعلن ان بلاده ستوقف الدعم للمشاريع الصناعية المسبّبة لانبعاثات مسيئة للمناخ.

روسيا تتخذ قرارا تاريخيا. يوم الاثنين وقع رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميديفيف مرسوما تبنّت فيه بلاده اتفاقية باريس للمناخ بعد ان كانت وقعت عليها.

الاستراتيجية المناخية بحسب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والتوصيات في المؤتمرات تقضي بتصفير الانبعاثات بحلول العام ٢٠٥٠.

نتوقف عند ما يلي:

-الوقود الاحفوري المسبب الرئيسي للاحتباس الحراري يستخرج من الفحم الحجري، الفحم النفطي الأسود، الغاز الطبيعي والنفط، مواد تحترق لإنتاج الطاقة.

-الغازات الدفيئة وبالأخص غاز الميثان تسببه البراكين، التخصيب النووي، الانبعاثات النباتية المائية والثروة الحيوانية بنسبة ١٥% سنويا.

إذاً، الحلول الأسرع التي ستطرح على بساط القرارات الدولية هي الحد من استعمال الوقود الاحفوري بدءاً من الفحم وصولا الى الغاز والنفط.

يترافق مع هذا المطلب ثورة تكنولوجية وصناعية مبنية على اكتشاف وتصنيع آلات وماكينات تسمح في الانتفاع من الطاقة المتجدّدة أَي الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية كالهواء والشمس والمياه والبحار.

ندخل عصر "تجارة الطاقة المتجددة". اكثر من ٦٥ دولة تخطط للاستثمار في هذا القطاع الحديث.

الصين هي ومنذ عشر سنوات على رأس الدول المنتجة في قطاع الطاقة الشمسية .اليابان في المركز الثاني تليهما ألمانيا في المركز الثالث والولايات المتحدة الاميركية في المركز الرابع وفقا للوكالة الدولية للطاقة.

ولئن لن تنضب الأرض قريبا او ربما أبداً من الوقود الاحفوري، فنهاية العصر النفطي حتميّة بانتصار المناخ المتحالف مع الاعلام والمال والخطط الطويلة الأمد الراسمة دوما لخرائط جديدة.