اشار العلامة السيد علي فضل الله الى ان "خطاب رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ من منبر الأمم المتحدة عبَّر عن هواجس اللبنانيين من تداعيات الأزمات التي باتت تهدد أوضاعهم الاقتصادية والأمنية، بدءاً بأزمة النزوح السوري، مروراً بانعكاسات صفقة القرن على توطين الفلسطينيين، وصولاً إلى العدوان الإسرائيلي الذي لم يتوقف على أرض لبنان وبحره وجوه"، مؤكدا "اننا نقدّر مواقف رئيس الجمهوريّة في دعوته المنظّمة الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها في الوقوف مع لبنان لمواجهة هذه الأعباء التي جاءت كنتيجة لسياسات دوليّة عملت وتعمل على وضع عقبات أمام إيجاد الحلول لها، كما يحدث في التعامل مع عودة النازحين السوريين، أو في عدم إيجاد حلول لعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه، أو في عدم ردع الكيان الصّهيونيّ عن اعتداءاته والعبث بأمن اللبنانيين وثرواتهم، وفي تأكيده الجازم والحاسم حق لبنان في استخدام كلّ الوسائل لبسط سيادته على أراضيه، وإصراره على تثبيت حدوده البرية والبحرية، وفي اعتباره أنه لن تقوم عدالة، ولن يستقيم حقّ، ولن يتحقق سلام، ما دام المبدأ السائد غالباً هو: "أنا قويّ، إذاً أنا على حقّ".

من جهة اخرى رأى فضل الله أن "الوضع الاقتصادي يزداد سوءاً، بعد تراجع الآمال بتنفيذ مقررات ​مؤتمر سيدر​ في وقت قريب، أو أي دعم آخر، بعدما رُهنت بتنفيذ إصلاحات حقيقية لا يزال يؤخرها حتى الآن غياب الإرادة السياسية الجدية، واستمرار التجاذب الداخلي بين القوى السياسية على مناطق النفوذ، ما بات يثقل كاهل اللبنانيين، وقد يؤدي إلى إخراجهم إلى الشارع، بعدما بلغ السيل الزُّبَى مع كل التداعيات الخطيرة التي قد يحدثها أي نزول إلى الشارع"، معتبرا ان "ما فاقم هذا الوضع هو أزمة توافر السيولة بالدولار، و​العقوبات الأميركية​ التي بات من الواضح أن حدودها لن تقف عند جهة سياسية محددة بل تحولت إلى هاجس لدى المودعين و​المصارف​ والشركات ورجال ​المال​ والأعمال، وبالتالي فهي ستؤدي إلى شل ​القطاع الاقتصادي​ والمالي في البلد، ما يستدعي من الدولة اللبنانية التحرك بسرعة لمعالجة تداعيات كل ذلك وإيقاف هذا التدهور، من دون أن تكتفي بالتدابير الأخيرة التي اتخذها ​المصرف المركزي​، والتي لا تعالج هواجس كلّ المواطنين".

وشدد على "اننا نريد من كلّ المسؤولين الترفّع عن إثارة الحساسيات الطائفية في التعامل مع القضايا الإنمائية وغير الإنمائية، بعدم تسميم العلاقات بين اللبنانيين، الذين لا تزال تتربص بوحدتهم مشاريع خارجية تحاول أن تستغل أي توترات لتفجير هذه الساحة لغايات معروفة".