أكد مقربون من رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ انّ رحلته الى ​نيويورك​ خَلت من مظاهر البَذخ حيث كان في معظم الاحيان يتناول وجبات الغداء والعشاء في غرفته في الفندق، وهو لا يعرف شيئاً عن المطعم الفخم الذي جرى الزَّعم بأنه والوفد المرافق تناولا الطعام فيه.

ولفت هؤلاء الى أنّ "عون أقام في فندق بلازا المصنّف، على الرغم من عراقته، بأنه الأقل كلفة بين ​الفنادق​ القريبة من مقر ​الامم المتحدة​ والمخصصة لإقامة رؤساء البعثات المشاركة في اجتماعات ​الجمعية العمومية​، فيما أقام الوفد الاعلامي في فندق آخر بكلفة عادية".

من جهة اخرى اشارت مصادر واسعة الاطلاع في بعبدا الى ان "البعض لم يَستسِغ إعلان الرئيس ميشال عون استعداده إذا اضطر الأمر للتحاور مباشرة مع الدولة السورية من أجل معالجة ملف النزوح"، معتبرة ان "طروحات عون الجريئة وضعت المتضررين منها في الساحة الداخلية أمام احتمالين: الرَدّ على رسائل عون عبر مواجهة سياسية مكشوفة من قلب مجلس الوزراء، لكن يبدو انّ المعنيين بِخَوض تلك المواجهة تخَوّفوا من ان يدفع هذا السيناريو رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر الى إسقاط الحكومة لأنّ عون والتيار لن يقبلا أن تغدو الحكومة خنجراً مسموماً في ظهر العهد، من دون أن يُحرّكا ساكناً، امّا الخيار الآخر، الذي اعتمدته الجهات المتواطئة وفق استنتاج المصادر، فهو استغلال الواقع الاقتصادي والمالي واستثمار عوارض الازمة الاجتماعية والمعيشية حتى أقصى الحدود الممكنة، لمحاصرة عون والضغط عليه".

لا تنكر المصادر الوثيقة الصِلة بعون انّ هناك عوامل موضوعية للأزمة المالية الاقتصادية التي تلقي بوطأتها الثقيلة على الدولة واللبنانيين، لكنها في الوقت نفسه تلفت الى انّ هناك مَن تَعمّد التأزيم الاضافي للواقع المَشكو منه، ورَفده بمزيد من المواد المشتعلة، بغية توظيفه في معركة إضعاف العهد وإحراجه.

وأكدت المصادر أن "عون يدفع بقوة نحو الانتقال من الاقتصاد الرَيعي الى الاقتصاد المُنتج، ما شَكّل إزعاجاً إضافياً للفريق المُمتعض من خياراته، والذي اعتاد تحقيق الارباح السريعة والسهلة من السلوك الريعي، طيلة العقود السابقة".