لا شكّ أن التلوّث الذي أصاب ​البيئة​ مع بدء ​أزمة النفايات​ وحتى قبلها كبير جداً، ولكن هذه الأزمة استفحلت في الآونة الأخيرة، والدليل الأبرز على ذلك ارتفاع نسبة الإصابة ب​الأمراض​ السرطانية، الامر الذي دفع ​وزارة البيئة​ وغيرها الى بدء البحث عن حلول للتلوث، وهذه المرّة كانت من الحملة التي أطلقها وزير البيئة ​فادي جريصاتي​ مع أصحاب السوبرماركات والتي تبدأ في 15 تشرين الاول الجاري، وفيها سيتم استبدال أكياس النايلون بأكياس متكررة الاستعمال. فما هي أهمية هذه الخطوة، وكيف سيتم تطبيقها؟.

"الفكرة بدأت إنطلاقا من رغبة وزارة البيئة في التخفيف من إستعمال أكياس البلاستيك واعادة استعمال الأكياس". هذا ما يؤكده مستشار وزير البيئة جوزيف الاسمر، لافتاً الى أن "أكياس النايلون نستعملهم لمرّة واحدة ثّم نرميهم، بالمقابل فان الاكياس المتكررة الاستعمال التي ستصبح موجودة في السوبرماركت وهي ورقية ومن هنا نكون خفّفنا أولاً من عدد الأكياس التي ستُرمى، وثانياً يخف الضرر لأنها ليست بلاستيكية"، مشيراً في نفس الوقت الى أن "ليس لدينا أي قانون يفرض استعمال هذه التقنية، ولكن لاحظنا تجاوباً كبيرا من المؤسّسات التي ستشارك في الحملة".

بدورها أثنت مصادر بيئية مطلعة على الخطوة معتبرةً أن "استعمال تقنية الأكياس الورقيّة جيّدة ولكن وفي نفس الوقت يجب التأكّد من أنها لا تتضمّن أيضاً مواد بلاستيكية"، في المقابل تشير المصادر الى أن "ليس صحيحاً أن أكياس النايلون تستعمل مرّة واحدة وترمى"، لافتة الى أن "السيّدات يستعملنها في المنازل والمراحيض، وإذا لم تعد موجودة فإن الناس مضطرة اليوم الى شراء الورقية منها ودفع ثمنها في السوبرماركات".

في المقابل يوضح الأسمر على أن كلفة الأكياس الورقية التي ستعمّم على العديد من السوبرماركات والمؤسسات ستكون بين 100 أو 500 ليرة، ولكن وزارة البيئة فَرَضت استعمالها للتخلص ممّا يؤذي البيئة وللتوقف عن إستعمال النايلون واستبداله بالورق"، مؤكداً في نفس الوقت أن "هذه الأموال لن تذهب الى خزينة ​الدولة​ ولا الى وزارة البيئة بل لها علاقة بالمؤسسات التجاريّة"، معتبراً أن "هذه الأموال هي نوع من الضريبة لمنع استعمال البلاستيك"، ومضيفاً: "بمجرد تطبيق طريقة أكياس الورق نخفّف حوالي 400 مرّة من استعمالات النايلون لأن الكيس يستعمل عدّة مرات وليس مرّة واحدة". في حين أن المصادر البيئية ترى أن "مبلغ الـ100 ليرة على الكيس هو ضريبة مرتفعة جداً خصوصاً وأن من سيذهب الى السوبرماركت لشراء حاجات معيّنة لن يستعمل كيساً واحداً لكلّ الأغراض خصوصا وأن الطعام لا يمكن وضعه مع باقي الأغراض".

إبتداءً من 15 تشرين الأول ستبدأ بعض السوبرماركات بتطبيق تقنيّة الأكياس الورقيّة المدفوعة عوضاً عن النايلون مقابل مبالغ زهيدة، على الرغم من أن غالبيّة المؤسّسات التجاريّة لا تردّ كسر المبالغ الماليّة من قيمة الفاتورة الأصليّة للزبون، وبالتالي للناس الحق بالكيس الورقي مجّانا من دون دفع ثمنه اطلاقا، فهل ستنجح وزارة البيئة في تطبيق هذا الاجراء؟!.