ركّز كاهن رعية سيدة الحدت الأب ​بيار أبي صالح​، على أنّ "الصليب الّذي كان علامة للضعف والهوان، أصبح لنا بالمسيح يسوع، علامة للحب والبذل والحياة، فما من حبّ أعظم من هذا الحب. بموت المسيح وقيامته، أصبحت خشبة الذل والعار، علامة للمحبة والكرامة"، لافتًا إلى أنّ "من نظر إلى يسوع على الصليب، وجد الحب في عالم البغض".

وبيّن في عظته خلال ترؤسه قداسًا إلهيًّا في ساحة بلدة الحدت، ضمن الاحتفال المركزي الّذي يقيمه "التيار الوطني الحر" في "ذكرى 13 تشرين"، أنّ "يسوع المسيح هو حبطة الحنطة الّذي مات فداءً عن البشرية جمعاء، والسنبلة هي جميع الناس الّذين وُلدوا من جديد". وشدّد على أنّ "بِموت المسيح وقيامته، وُلدت الحياة الجديدة، كما السنبلة وُلدت من حبة الحنطة الواقعة في الأراض".

ورأى ألأب أبي صالح، أنّ "مأساة 13 تشرين أكبر من مأساة وطن، لأنّها بحجم انتصار المحبة والحياة، ولم يبق خيار لنا سوى إكمال المسيرة"، مؤكّدًا أنّ "كلّنا رجاء أنّ شمس القيامة ستشرق لتبشّر بغد أفضل، وهناك تقع علينا المسؤوليّة للوقف يدًا واحدة للحفاظ على وطننا".

وأوضح أنّ "لبنان رسالة كُتبت أطرها بالدماء ورسّخت بالعقول. وتقول القديسة الأم تريزا: لا أريد أن أكون ذكرى في عقولك الناس، بل أريد أن أكون صرخةً في ضمائرهم. وهذا ما يقول الشهداء أيضًا بأنّهم لا يريدون أن يكونوت ذكرى في عقول الناس، بل ذكرى لتكملوا المسيرة بالموت عن كل ما يشوّه صورة المسيح".

وأشار إلى أنّ "من أرض الحدت، نخاطب كلّ من سفك دمه وقدّم حياته ذبيحة على أرض الوطن، ونقول: "طوبي لكم يا شهداء الوطن، إن نفوسكم عند المذبح الأبدي تعايِن وجه الرب، وليس لنا في مثل هذا اليوم إلّا أن نتضرّع إلى الله ومريم أن يعطي وطننا بتضحيات الشهداء، الاستقرار والأمن ويُعيد المفقودين".