بينما ينتاب ​اللبنانيون​ رهاب الازمة المالية والاقتصادية التي باتت همهم الاول مع افتعال ازمات اقفال محطات الوقود، وارتفاع الاسعار والتخويف من ازمة خبز وعجز اجراءات المصرف المركزي بحجز ال​دولار​ وتسليم رقاب المستثمرين والحركة الاقتصادية للسوق الموازية، والتهويل على الحريات والاعلام. غزت تركيا شرق الفرات باذن من ترامب الذي اعلن سحب المراقبين الامريكين مؤكدا حجته بانه لن يحمي احداً ولن يقاتل عن احد ما لم يدفع مسبقاً ثمن حمايته.

في الوقت عينه، انبرت الجامعة العربية لعقد اجتماع عاجل لمجلس وزراء خارجيتها الذي قرر بالغالبية إدانة العدوان ومطالبة تركيا بالانسحاب الفوري ما أعاد إثارة مسالة ذات أولوية في استعادة منظومة الامن القومي العربي واستحضار ضرورة أن يعود التوافق مع ​سوريا​، وإيجاد أليات لتطوير العمل الرسمي العربي بعد سقوط محاولات اسقاط دمشق وتحكّم بعض الامارات بادارة العرب وسوقهم الى حروب التفتيت والاقتتال، ما بات يوجب تصحيحاً جوهرياً في بنية الجامعة ودورها واليات عمل القمم، ولتعود سورية قوة محورية يطابق دورها ما حققت من انتصارات مع حلفائها ....

فكما تفرض التحولات النوعية التي اجتاحت العرب والاقليم كل جديد.

كذلك المخاطر التي تحيق بلبنان دولة ووطناً ونظاماً، تستوجب ارتقاء الخطاب والدور وخاصة المسيحي منه، من مقولات واهداف باتت متخلفه ومتداعية الاركان، واستحضارها يصب زيتا على نار الازمات فالخطاب المسيحي المطلوب اليوم يفترض ان يركز على العيش الكريم وضمان الحريات والتفاعل الخلاق بين اللبنانين بعيداً عن تقسيمهم طوائف ومذاهب تحترب، إما بالشارع، أو داخل المؤسسات على مكاسب تافه، وجلها في خدمة النافذين وعائلاتهم وازلامهم على حساب الشعب بغالبيته، وبات اليوم مشروع الانقاذ والخلاص يستوجب بالعجلة الكلية استكمال تنفيذ بنود وثيقة الطائف، بصياغة قانون انتخاب على الدائرة الكبرى والنسبية، محرراً من القيد الطائفي، وقانون مجلس الشيوخ على أساس طائفي ومذهبي ومناطقي، والدوائر الفردية والصوت الواحد. وهذه تحقق ثنائية الشخصية اللبنانية وتعالج الامراض المزمنه، ولابد من الشروع في تشكيل هيئة الغاء الطائفية، وقانون اللامركزية.

وللمعالجة الاسعافية اللازمه ومنع الانهيار، لابد من خطوات جريئة تستعيد دور لبنان، وصياغة عصرية لوظائف الكيان تناسب قدرات وإبداعات اللبناني فترتقي بلبنان، ليكون شريكا في إعادة تشكيل الشرق والغرب والاقليم، وليس من مدخل سوى «عادة العلاقات الطبيعية مع سوريا وتصويب صياغتها بما يوفر للبنان دورا رياديا ومنفذا للاسواق الكبرى التي يجري استحداثها وتشكيلها من دمشق الى موسكو عبر بغداد وطهران وبكين.

الازمة طاحنة والتحولات متسارعة والزمن ينفذ، وللمسيحية دور رسمه المعلم المخلص. فلنعود أبناء كنيسته الواحدة ونستمر رساليون، قادة في التغيير والتحولات للارتقاء بالانسان وبلبناننا. فالمسيحية في جوهرها ورسالتها رسولية تمقت العنصرية وترى في الانسان، وتلبية حاجاته الروحية والمادية غاية الخلق.