أكّد حزب "الكتلة الوطنية ال​لبنان​ية" أنّ "زيارة ​سوريا​ لها خصوصيّتها نظرًا إلى الحساسيّة الكبيرة لشريحة واسعة جدًا من اللبنانيّين تجاه ​الدولة​ السوريّة، ولذلك فإنّ أيّ زيارة في شكلها ومضمونها يجب أن تحمل أقصى درجات تأكيد السيادة اللبنانيّة ورفض التدخّلات في شؤون لبنان"، معتبراً أن "مسألة ​النزوح السوري​ الداخلي والخارجي فقدت كلّ أبعادها الإنسانيّة"، لافتاً إلى أنّ "كلّ الأفرقاء المشاركين في الحرب السوريّة استغلوا ​النازحين​ كورقة ضغطٍ في صراعاتهم".

وفي بيان له، شدّد الحزب على أنّ "زيارة وزير الخارجية ​جبران باسيل​ سوريا يجب أن تكون ممَهَّدة بلقاءات بين البلدين على مستوى الأجهزة المعنيّة بهذا الملف، وأنْ تؤدّي إلى الإعلان عن خطة مبرمجة، وإلاّ ستُسوَّق ضمن التجاذب السياسي بين الأفرقاء اللبنانيّين وسترتدّ سلبًا على النازحين ولبنان"، مذكراً بأنّ "هناك مسائل عالقة خطيرة بين الدولتين من مصير المعتقلين اللبنانيّين في سوريا إلى قضيّة الوزير السابق المحكوم ​ميشال سماحة​ بعد نقله متفجّرات من سوريا إلى لبنان، فضلاً عن قضية ​تفجير​ مسجدَي التقوى و​السلام​ في ​طرابلس​ المتّهم فيها مسؤولون سوريّون رفيعون".

وفي سياقٍ متّصل، أكد الحزب أنّ "واجب احترام السيادة هو متبادل بين الدولتين، فما سبق أن أشرنا إليه من تجاوز للسيادة اللبنانيّة وتدخّل "​حزب الله​" في سوريا دعمًا لدولتها ومواقف بعض الأحزاب والشخصيات اللبنانيّة المعادية لها، تُفسد كلّ الجهود لقيام علاقات طبيعيّة بين الدولتين".

ورحّب بـ"موقف باسيل في القمّة العربيّة لجهة رفضه تقسيم سوريا على أساس كيانات طائفيّة والتخوّف من ارتداد هذا الواقع على لبنان"، داعياً إياه إلى "موقف واضح من كلّ المؤتمرات المنوي عقدها حول دور المسيحيّين في الشرق، فهؤلاء هم العناصر التكوينيّة للشرق وليسوا بحاجة للتذكير بهذه الحقيقة المبرمة، وإن كانوا في خطر عند صعود الخطابات التعصّبية والممارسات الإرهابيّة لإقصائهم، فليس بتمايزهم ك​طائفة​ سيُنقذون وجودهم".

واعتبر الحزب أنّ "المواطنة مهما صعُب تطبيقها خصوصاً في زمن الانطواء على هويّات دينيّة ومناطقية، هي الحلّ الوحيد"، مشدداً على أنّ "الهويّة السياسيّة الدينيّة وما يُحكى عن حلف أقليّات بحمايات خارجيّة، وإن كان يؤدّي إلى طمأنة مرحليّة، فهو على المدى المتوسّط، الوسيلة الأمضى لنشوب حروب أهليّة تُعرِّض الأقلّيات لاعتداءات تكاد توصف بالإبادة، وذلك على يدِ أكثريّات تبحث دائمًا في الأزمات عن كبش محرقة".