تحرك ​مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك​ و​الارثوذكس​ في ​لبنان​، فعقد اجتماعا استثنائيا برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشاره بطرس الراعي​، في ​بكركي​، بعد 7 أيام على انطلاق التحركات الإحتجاجية في الشارع، وخرج ببيان أعلن فيه فكّ التحالف مع السلطة، بعد سنوات طويلة من التحالف معها. إنضم البطاركة ​الموارنة​ الى ​الاحتجاجات​.

رسائل ثلاث وجهها البطاركة في بيانهم، ففي رسالة اولى الى السلطة الحالية، دعوة منهم للنظر الى ما يجري في الشارع بعين جدية، لأنه يتعلق بمصير لبنان ككيان وهوية و​اقتصاد​، وبالتالي لا يمكن التعاطي معه كحدث عابر. كما توجهوا الى ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​، كمؤتمن على ​الدستور​، لإطلاق المشاورات مع القادة السياسيين ورؤساء ​الطوائف​ فورا، لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن مطالب الشعب.

أما الرسالة الثانية فكانت للشعب اللبناني في الداخل والخارج، دعاهم فيها البطاركة للحفاظ على صفاء التحرك، والرسالة الثالثة وهي الابرز، للمجتمع الدولي وفيها دعوة لان يؤدي دوره في دعم أول ديمقراطية نشأت في هذا الشرق، أي لبنان.

وفي هذا السياق تنفي مصادر كنسيّة ان تكون الرسالة الثالثة هي دعوة للدول الأجنبية أن تتدخل في لبنان بل هي دعوة لحماية الرسالة اللبنانيّة التي تتجلى في شعبه وتعايشه، مشيرة عبر "النشرة" الى أنّ بكركي لا تستطيع الوقوف بوجه الشعب ومطالبه خصوصا عندما تكون بهذا الشكل الجامع والعابر للمناطق والطوائف.

وتشير المصادر الى أنّ بكركي لم تتحرك مع بداية التحركات لانها كانت تنتظر تعاطيا مختلفا من قوى السلطة مع ما يجري، ولكنها تحرّكت اليوم بعد ان وجدت "النكران" سيد الموقف، وبعد أن باتت الأمور قاب قوسين او أدنى من صدامات بالشارع، بين الناس، وبينهم وبين ​الجيش اللبناني​، مشدّدة على أن بكركي ستبقى مواكبة لما يجري وسيكون لها موقفا من كل التطورات القادمة.

من جهته يرى المحلل السياسي ​جوني منيّر​ أن ما يجري في الشارع لا يمكن ان يتم وضعه في إطار المؤامرات والاجندات، لانّ الشعب الموجود في الشارع أظهر إرادة صلبة على عدم الخروج منه الا بتحقيق مطالبه، مشيرا الى أن بكركي استمعت لانتفاضة الشعب العارمة، المطالبة بوقف الذلّ الذي يعيشه.

ويضيف منيّر في حديث لـ"النشرة": "القوى الكنسيّة و​المطران الياس عودة​ دعوا بشكل واضح لاستقالة ​الحكومة​ ولو لم يكتبوها، بل طالبوا بتلبية مطالب الناس، لانّ نزولهم الى الشارع في أيّ دولة ب​العالم​ ينزع الشرعيّة على من هم في السلطة"، مشيرا الى أنّ الغريب في لبنان هو ما قامت به الحكومة من ورقة إصلاحيّة وما ورد فيها يؤكد ​الفساد​ والعرقلة، والغريب أنهم يرفضون إزاحة أيّ وزير، متسائلا عن هوية المعرقلين، ويقول: "هل هو شبح أم ماذا"؟.

ورأى منيّر أن الامور لن تتوقف عند الحدّ الذي وصلت اليه اليوم، متوقعا من بكركي مزيدا من التصعيد، مشيرا الى أن تعاطي أحزاب السلطة مع الحراك في الأيام الماضية لن يبقى نفسه في الأيام المقبلة. فهل يكون المشهد مغايرا في القادم الأيام، والى أي مصير نتجه؟!.