كلمة الرئيس ​ميشال عون​ اتسمت بالعقلانية وبالاحتكام الى الدستور إذ قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون: "تركنا الذين أوصلوا البلد إلى الهاوية من دون محاسبة".

وبجرأة أقرّ: "العراقيل كثيرة والمصالح الشخصية كبيرة، وهناك ضرورة لأعادة الأموال المنهوبة، وكل مَن سرق المال العام لازم يتحاسب ولكن يجب ان لا تدافع عنه طائفته".

وذكَّر رئيس الجمهورية باقتراحات القوانين التي سبق أن قدَّمها ولا سيما منها اقتراح قانون رفع السرية المصرفية ورفع الحصانة .

ووجه نداء مطالبًا بضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي من خلال الأطر الدستورية.

وخاطب المعتصمين قائلًا: "أنا حاضر التقي ممثلين عنكم".

وختم: "ناطركُم".

كان هذا القلم بالذات معكم فخامة الرئيس شخصياً أيام شعب لبنان العظيم.

واليوم معكم شخصياً ومع مليوني الشعب الذكي بتغيير الحكومة لتنفيس الشارع، وحقاً ضد تحويل الانتفاضة المليونية المحقة الى مواجهة مركبة من الخارج بهدف الايقاع بين الشعب اللبناني.

***

ما أعظمها ثورة أو انتفاضة أو احتجاجاً، التي وُلِدَت منذ أسبوع.

في ذلك "الخميس الأبيض" في 17 تشرين الأول، مَن مِن اللبنانيين والعالم كان يتصور أن دعواتٍ على "الواتس آب" كانت ستُفجِّر كل الذي فجَّرته؟

مَن كان يتصوَّر ان ما حدث كان تأريخًا لانطلاقة ثورة لم يكن اللبناني يحلم بأنها ستنطلق.

تذكَّروا ما كنا عليه يوم 16 تشرين الأول:

كان الهلع من الدولارات الستة كضريبة على "الواتس آب".

كان الخوف من فقدان الدولار إلا عند الصيارفة وبأسعار تفوق السعر المعتمد.

كان الخوف من عدم القدرة على استيراد الدواء والطحين والمحروقات لأن لا قدرة على فتح الاعتمادات بالدولار.

والأهم من كل ذلك كان فقدان الثقة بكل شيء:

لم يعد اللبناني يثق بشيء ولا سيما بالسلطة التنفيذية التي تدير أمور البلاد والعباد.

***

فجأةً إنقلبت الأمور رأسًا على عقب، علمًا انه لم يتحقق شيء بعد. لماذا؟

لأن الشعب استرد قراره، وحين يسترد قراره فإنه يسترد ثقته بنفسه، وحين يسترد ثقته بنفسه لا يعود يخاف شيئًا ولا يعود يخشى من شيء، ويصبح يجرؤ على تسمية الأمور بأسمائها دون فزعٍ أو وجل، مثلما هو حاصلٌ اليوم.

الانتفاضة لكي تتحصَّن، تحتاج إلى:

1- وجوه جديدة كفوءة غير سياسية، نزيهة تميزت بنجاحها في العمل الفردي، وهذا متوافر في الشعب اللبناني إلى أي منطقة انتمى وإلى أي طائفة انتمى.

2- جيش جبَّار إبي على رأسه قائد شجاع وضباطه وجنوده من ابناء الشعب بأكمله يشعرون معهم: يفرحون لفرحهم ويبكون لبكائهم، تمامًا كما حصل مع ابن كفرنبرخ البار، العسكري الذي بكى أمام جموع المحتشدين.

***

فخامة الرئيس تبقى حامل لواء شعب لبنان العظيم.

الشعب اليوم مع رحيل الحكومة التي اسمت نفسها "الى العمل"!

وأوصلت المليونين الى هذه الانتفاضة.

الترقيع لم يعد مقبولاً بذهن أي من المليوني مواطن.

***

فخامة الرئيس ميشال عون.

انتم رئيس السلطات والقائد الأعلى للقوات المسلحة، استقالة الحكومة اليوم توفر على البلاد والعباد الاسوأ.

ومن يطالب بأكثر يكون يريد الفوضى والغوغائية وسقوط الوطن.