رأى القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن "كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للشعب إن دلت على شيء فهو محاولته تفادي مطلب الناس بإسقاط صهره جبران باسيل من المعادلة الوزارية سواء من خلال تعديل حكومي مقنع أو من خلال تشكيل حكومة تكنوقراط، لكن وعلى ما يبدو أنه غير قادر على انقاذ عهده حتى بهذه الطريقة، واتمنى في المقابل الا تذهب الأمور إلى الاسوأ لأن استمـرار قطع الطرقات قد يؤدي في أي لحظة الى صدامات لا تحمد عقباها، اضافة الى التدهور اليومي للوضع الاقتصادي خصوصا في ظل اقفال المصارف وتفلت سعر صرف الدولار".

ولفت علوش، في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، الى ان "أفضل صدمة ايجابية لتلافي تدهور الامور والتي وافق عليها رئيس الحكومة سعد الحريري دون اي تحفظ، هو استقالة حكومته وتشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة تسير بالإصلاحات وتقر قانون انتخاب جديدا تليه انتخابات نيابية مبكرة، لكن ما يحول دون ذلك، هو "الفيتو" الذي يضعه كل من رئيس الجمهورية وحزب الله خصوصا ان الاخير يعتبر استقالة الحكومة انكسارا لجبران باسيل كضمانة له في العهد، اضافة الى خسارته غطاء الحكومة من خلال وجوده فيها، مع الاشارة الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووليد جنبلاط منفتحان على أي سيناريو حكومي ينقذ الوضع".

وأكد علوش ان الحريري غير متمسك برئاسة الحكومة، وهو موجود في الحكومة ليس بضغط من حزب الله او من رئيس الجمهورية، انما بسبب عدم وجود بديل عنها حتى اللحظة، فالحريري سيد نفسه ومازال على رأس الحكومة تحت ضغط مصلحة الناس والبلاد وما يقال غير ذلك مجاف للحقيقة والواقع، فجل ما يريده الحريري هو تفادي الفوضى العارمة التي قد تندلع على كافة المستويات في حال استقالت الحكومة قبل ايجاد البديل، وهو يعطي الفرصة لامكانية الذهاب اما الى تعديل جذري في الحكومة يرضي مطالب الناس، وإما الى حكومة تكنوقراط من اختصاصيين مستقلين عن المنظومة السياسية، وسيتخذ القرار المناسب بهذا الخصوص خلال الـ 24 أو 48 ساعة المقبلة كحد أقصى، وهو ما حدا بوليد جنبلاط الى تأجيل مؤتمره الصحافي للإعلان عن استقالة وزراء الاشتراكي من الحكومة.

وردا على سؤال، لفت علوش الى ان "الفوضى بدأت تطل برأسها، وقد شهدنا مؤخرا اخطر انواعها في بعبدا وساحة رياض الصلح ألا وهو قوف شارع مقابل شارع، خصوصا ان شارع الرئيس عون وحزب الله متخلف لا يعرف سوى ثقافة الضرب والتعدي الجسدي كوسيلة للقول انا موجود في الساحات، ناهيك عن ان الجيش والقوى الامنية لن يتدخلا لسحب أي من الشارعين بهدف تفادي المواجهة بينهما وذلك انطلاقا من حق كل اللبنانيين في التظاهر وإبداء الرأي".