تؤكد اوساط في تحالف حزب الله و8 آذار اننا امام مشهد خطير للغاية ونحن امام مفترق طرق وعلى بعد خطوات من النفق المظلم. وتشير الاوساط الى ان إطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر امس هي لوضع الجميع امام مسؤولياتهم وللتأكيد على خطورة انزلاق الحراك الشعبي المحق والشريف الى منزلقات حزبية وطائفية واجندات سياسية ودولية مشبوهة بدأ معالمها تظهر بوضوح منذ يومين او ثلاثة ايام. وتكشف الاوساط ان لقاءات واتصالات تجري على ارفع المستويات لقراءة المشهد ودراسته بعناية تامة. وتلفت الى ان في الساعات الماضية تواصلت قيادات تحالف المقاومة مع الجيش والقوى الامنية والسلطات السياسية المعنية بالملف الامني لتحسم امرها وان تقوم بمسؤولياتها وواجباتها. فكما من واجب القوى الامنية حماية حرية التنقل والتظاهر للمعتصمين والمتظاهرين، فمن واجباتها ان تؤمن حرية التنقل للناس وحماية حركتها نحو اعمالها وقوت اولادها وكذلك فتح المؤسسات المالية والمصارف بالاضافة الى المدارس والجامعات والافران والسوبرماركت والمستشفيات. فكما هناك شارع ضد الحكومة والسلطة هناك شارع لم يشارك في التظاهرات ومن حقه العيش بسلام. لذلك استمرار قطع الطرق والحواجز والهويات والخوات وإذلال الناس لم يعد مقبولاً في اليوم العاشر وبات اعتداءاً يحاسب عليه ويجب منعه ولا يمت الى التظاهر السلمي بشيء، بل هو حجز حرية واشبه بالخطف، واغلاق الطرق هو اعتداء على الاملاك العامة وعلى الناس. وتشير الاوساط ايضاً الى ان المعنيين اليوم امام مسؤولياتهم وبناء عليه وعلى تصرفاتهم وتعاطيهم سيتم الحكم على النتائج.

وتؤكد الاوساط ان استمرار قطع الطرق وعدم تحرك الجهات الامنية لفتحها يرتب مشاكل من نوع امني ويجبر الناس المحجوزة حريتهم على النزول الى الشارع لفتحها، فلا يُعقل ان يُجبر من يريد التظاهر من لا يريد ذلك، فللاول حرية الرأي وللثاني الامر سيان. وهنا تنبه الاوساط من ان تخلي الجهات الامنية عن مسؤولياتها سيدفع الى الفوضى والى الشارع مقابل الشارع. وهنا تاتي دعوة السيد حسن نصرالله لعناصر حزب الله وجمهور حزب الله بعدم النزول او المشاركة في الاعتصامات او القيام بإعتصامات مضادة منعاً لاحتكاك الشارعين والذهاب نحو فوضى امنية. كما تؤكد الاوساط ان حلفاء حزب الله في الجو نفسه وليس صحيحاً ان هناك مجموعات منظمة ارسلت في اليومين الماضيين وخصوصاً الى ساحات الاعتصام في بيروت ولم يتم الايعاز حزبياً لذلك كما رُفع الغطاء عن اي مخالف لهذا التوجيه ولا نتحمل مسؤولية ما يقوم به اي متظاهر وعلى القوى الامنية توقيف كل مشاغب.

وتؤكد الاوساط ان الاتصالات التي جرت بين فريقنا وجهات اقتصادية ومالية تشير الى اجواء سلبية ومخيفة مالياً واقتصادياً ونحن امام واقع اسود وخطير اذا استمر قطع لطرق ولم نصل الى حلول فإن من الغير ممكن السيطرة على الليرة او التحكم بسعر الدولار في مقابلها وخصوصاً مع شل البلد والمصارف والقطاعات الانتاجية فكل انهيار لليرة مقابل للدولار او انخفاض لن يكون من الممكن التحكم به وإعادته لاحقاً. وهنا تخوف الاوساط من خطورة الطلب على الدولار بعد فتح المصارف ابوابها، كما تحذر من الهلع وتحويل الودائع او سحبها بعد فتح المصارف ابوابها بعد اكثر من 10 ايام على إغلاقها.

وتلفت الاوساط الى ان البدء بحوار بين مجموعات الحراك والرئيس ميشال عون هو بداية حل الازمة وخطوة على الطريق الصحيح، اما الاصرار على قطع الطرق ورفض الاصلاحات والمطالبة باسقاط النظام من رئاسة الجمهورية الى الحكومة ومجلس النواب والمطالبة بحل جميع السلطات وسجن الجميع سيقودنا الى الفراغ والنفق المظلم والذي سيترتب عليه نتائج امنية واقتصادية وسياسية خطيرة. وهذا السيناريو القاتم لن يسمح حزب الله وحلفاؤه بالوصول اليه رغم الاصرار على الحوار والحلول السلمية والهادئة التي تخدم الوطن ومصلحته وظرفه الحساس.