شدد رئيس المجلس التنفيذي في "​حزب الله​" السيد ​هاشم صفي الدين​ على أن "بلدنا أصبح في خضم تحد مهم وحساس حين انفجر الناس نتيجة الضغط الاجتماعي والاقتصادي والتراكم الجائر من قرارات للحكومة مؤداها إهمال الطبقات الفقيرة والمتوسطة في المجتمع اللبناني".

ولفت صفي الدين، في كلمة له خلال إحتفال تأبيني في بلدة ياطر، الى "أننا ومنذ بداية هذا التحرك الشعبي والذي بدأ بشكل عفوي، دعمنا المطالب التي تحدث عنها الذين نزلوا إلى الساحات، لأننا نحن من هؤلاء الناس، ونحن الأعرف بأوجاعهم وآلامهم، فمقاومتنا الشريفة انطلقت من هذه البيوت الفقيرة والمتواضعة"، مشيرا الى "اننا حينما حذرنا من استغلال البعض لهذا الحراك، إنما أردنا حفظه وصيانته حرصاً عليه، ودعونا أن يكون بمنأى عن الأحزاب والسياسيين كي لا يستغل هذا الحراك من قبل بعض الجهات التي لا يليق بها أن تتكلم باسم أوجاع الناس وصرختهم وحراكهم، فهؤلاء الذين يريدون أن يركبوا موجة الحراك، هم من المترفين، وبعضهم من الذين عملوا على ظلم الناس وإلحاق الحيف بهم لسنوات طويلة، وعليه، فإن أسوأ من الجوع، هو أن يعمد من جوّع الناس إلى استغلال جوعهم لمآرب سياسية".

وذكر أن "الجميع يعرف في لبنان أن حزب الله كان طوال تاريخه من المطالبين بحقوق الفقراء والمحرومين، وهذا لم نحد عنه يوماً، بل تلقينا السهام من أجله، ولذا حين انطلق الناس في احتجاجاتهم، وجدنا أنفسنا الأقرب إليهم، واليوم نحن لسنا في خصومة مع الحراك أبداً، بل نحن نقدر ونحترم أهدافهم وما يقومون به، وحين قلنا إن هناك جهات تتلقى تمويلاً بناء لمعلومات مؤكدة، لم نقصد حتماً كل الذين شاركوا في الحراك، فمن قال إنه لم يتلقَ تمويلاً ودفع من ماله الخاص نصدقه، ولكن من هم متهمون ومعروفون لم ينفوا هذا الأمر"، معتبرا أن "الورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة هي بعض من الورقة الإصلاحية التي تبناها حزب الله، ولكن لم يؤخذ بكل ما قدمناه، ونحن نعتبر أن هذه الورقة هي خطوة إلى الأمام لا أكثر".

وشدد على أن "المطلوب الآن من السلطة السياسية أن تتحمل المسؤولية للمسارعة في تنفيذ وعودها في الحكومة وفي المجلس النيابي، ونحن سنتابع وسنراقب"، محذرا المسؤولين أنه "إذا لم يسارعوا إلى تنفيذ هذه الوعود التي التزموا بها، سيكون لنا موقف واضح وحاسم، وبالتالي فإن المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة، التحلي بالحكمة والمسؤولية حتى يخرج بلدنا من أزمته".