مرّ 12 يوماً على التحركات التي بدأت في مختلف المناطق اللبنانية والتي أدت نتيجة ​قطع الطرقات​ الى إعاقة تحرّك المواطنين في مختلف الأماكن، فأقفلت ​المدارس​ و​الجامعات​ و​المصارف​ وغيرها، حتى إن الأشغال تعطّلت بنسبة كبيرة نتيجة هذا الأمر... هذا الحراك يأخذ اليوم شكلاً آخر خصوصاً في ​مدينة صيدا​.

منذ الأمس انتشرت الصور عن ركن السيارات على الأولي لفرض ال​إضراب​ في المدينة، التي تعاني بدورها الحرمان ولبست حلّة "الحراك" فإنقطعت فيها الطرقات وشلّت الحركة بالكامل، ولكن وبعد مرور عشرة أيام ويوم على التحرّك استفاق الأهالي بالأمس على خبر يؤكد أن تجار المدينة يتضامنون مع الحراك وسيلجأون الى الإضراب، وهنا سادت بلبلة بعد صدور نفي للبيان، وتأكيد عدم وجود إضراب... فما الذي حصل فعلاً وهل عادت وأقفلت المحال للتضامن مع الحراك أم هناك أيادٍ خفيّة فعلت فعلها ما اضطرّ التجار الى الإستجابة للدعوات والإقفال؟!.

لا شكّ أن الواقع السياسي يؤثّر بشكل مباشر على مدينة صيدا التي وبحسب مصادر مطلعة ينقسم تجارها الى قسمين، الأول يؤيّد ​تيار المستقبل​ والثاني مع ​التنظيم الشعبي الناصري​. وهنا تكمن كلّ القصّة، إذ تلفت المصادر الى أن "رموز تيار "المستقبل" في صيدا والتي تتمثّل برئيس جمعية التجار ​علي الشريف​ ونائبه أحمد محّمد القطب يرفضون الإضراب من منطلق أن إقفال المحلاّت سيؤدّي الى مزيد من التدهور الإقتصادي فيما قسم آخر من التجار وهو يميل الى التنظيم الناصري يريدون الإضراب بشكل كامل".

في المقابل يشير نائب رئيس تجار صيدا محمد القطب عبر "النشرة" الى أن "هناك بياناً صدر بإسم تجار صيدا ردّينا عليه ودعونا فيه لعدم الاضراب"، لافتاً الى أننا "كجمعيات وتجار صيدا نشعر جميعاً بالحرمان والحالة الإقتصاديّة الصعبة التي تمرّ بها البلاد، وفي 10 تشرين الأول أقفلنا ساعة واحدة بين ​الساعة​ 10 والساعة 11 فقط"، مؤكدا أن "القرار بشأن الإقفال يتخذ بشكل يومي واليوم صيدا مقفلة".

يرى محمد القطب الى أن "مطالب المتظاهرين في الحراك هي مطالبنا لناحية ​الغاء الطائفية​، واقفال المعابر غير الشرعية، عدم زيادة الضريبة على ​القيمة المضافة​ وغيرها من الأمور"، مشدداً في نفس الوقت على أننا "نريد العيش في بلد حضاري وكلّ إنسان يأخذ فيه حقه"، لكنه يؤكد في المقابل أن "الخسائر جرّاء الإقفال كبيرة". تعود المصادر هنا لتشير الى أن "إجتماعاً عقد بين التجار وانقسمت فيه الآراء بين مؤيّد للاقفال ومعارض له"، مضيفة: "حاول رئيس ​جمعية تجار صيدا​ علي الشريف أن يجول على التجار اليوم ليشدّد على ضرورة فتح المحال إلا أنه لم ينجح في مسعاه وذهب أغلبيّة التجار الى اقفال محالهم".

طبعاً المشهد في صيدا يُوضع حوله علامات إستفهام كثيرة، خصوصاً وأن الإعتراف جاء على لسان المعنيين بالخسائر الكبيرة كنتيجة للاقفال المستمرّ... وهنا ترسم علامات إستفهام حول رغبة التجار بالإقفال والأهمّ هو هل كان طوعياً أم مفروضًا التزامًا بما يقوم به ​الحراك الشعبي​ وأحد أوجهه اغلاق المحال التجارية... ليبقى السؤال: من سيعوّض على هؤلاء الخسائر الكبيرة التي أصيبوا بها هذه الفترة؟!.