لفت النائب ​جميل السيد​ إلى ان "رئيس الحكومة المستقيل ​سعد الحريري​ كان ينوي الاستقالة منذ الايام الاولى للانتفاضة الشعبية وأبدى عن ذلك عدة مرات لكن كان هناك تمنيات عليه من عدة أفرقاء سياسيين وخاصة ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ أن يستمهل حتى رؤية التطورات وبسبب عدم سقوط ​الدولة​ في الفراغ".

وفي حديث تلفزيوني، علق السيد على تصريحات حاكم ​مصرف لبنان​ ​رياض سلامة​ لقناة الـ"CNN" يوم أمس، قائلا "تصريح سلامة أمس كان اشارة تمهيدية لعملية الاستقالة خاصة انه قال كلاما لا يحق له ان يقوله رغم انه كان قبل شهر يطمئن الناس أنه لا أزمة دولار وما قاله غير مقبول رغم التوضيح الذي قاله لوكالة "​رويترز​"، مؤكداً أنه "لا ازمة اقتصادية ومالية إلا ان المصارف مقفلة وأن مصرف لبنان لا يضخ ​الدولار​ في السوق".

وشرح أن "سعر الدولار في ما يسمى "السوق السوداء" لا يتجاوز الـ1650 و1750 ليرة وهذا أمر طبيعي نتيجة اقفال المصارف ولم يصبح بـ3000 ليرة وهناك قوة في السوق ولا مؤامر على الدولار وهذا يعني ان في اللحظة التي تفتح المصارف ويعمل مصرف لبان على الضخ سيستعيد الدولار قيمته أي 1520 وكل ما قيل هو وسيلة ضغط اقتصادية لم يكن لها جدوى وغير مسوح خاصة من سلامة رغم نفيها".

وعن ما جرى صباح اليوم على جسر الرينع وفي ​ساحة رياض الصلح​، أوضح أن "ما جرى هو عبارة عن تراكمات بسبب الشعارات اليت رفعت في الايام الـ12 واغلاق الطرقات وكل ذلك أدى غلى احتقان عند الناس وهو أمر غير مرتبط ب​استقالة الحريري​ لانه كان ينوي الاستقالة الاستقالة منذ يومين وهذا ما أبلغه لوفد من ​جمعية المصارف​ رغم ان الافرقاء السياسيين بمن فيهم الرئيس عون غير مستعدين للاستقالة خاصة ان الانتفاضة الشعبية لم تفرز هيكلية قيادية يكمن ان تخاطب أحد او تعرض المطالب".

وأكد أن "ما جرى صباحا هو مرفوض جملة وتفصيلا ولا مبرر له من أي ناحية كانت وهو عمل عشوائي عنفي همجي لكن في الوقت نفسه ظروف معينة أدت له والمسؤول الاول عنه هي المؤسسات الامنية التي كان من المفترض ان ترصد تحركات المناطق المجاورة من قبل وان تحافظ على أمن المتظاهرين وامن الناس الآخرين".

واعتبر السيد ان "في المرحلة الحالية، الاسماء التي سيتم طرحها بشان ​رئاسة الحكومة​ مؤشر على جدية الدولة في معالجة الازمة والمشاكل التي يعاني منها الناس" ورأى أن "المسيرات ضرورية والتجمعات ولكن الاستمرار في ​قطع الطرقات​ سيؤدي لمشاكل كثيرة في كل المناطق"، مشيراً إلى ان "المرحلة التي سيقت الاستقالة كان "حزب الله" مصر على الحريري ويريدونه أن يتمهل لمعرفة الامور".

وشدد على أن "أي حكومة لا تهز التوازنات الوطنية يرحب بها "حزب الله" وحتى اللحظة الاخيرة كان هو أكثر من يتمنى عليه ان لا يستعجل في تقديم الاستقالة"، مشيراً إلى أن "تسمية "حزب الله" لشخص لرئاسة الحكومة مرتبط بمبادئ معينة لا أعتقد ان الحريري سيخالفها ومن مصلحته أن يسير البلد وان لا يكون أحد ضده"، معتبراً أن "عودة رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة إلى رئاسة الحكومة هو كحلم ابليس في الجنة ووجوده في رئاسة الحكومة بات وراءنا".

وأضاف "أشفق على وزير الاتصالات المستقيل محمد شقير لعدم خبرته الكافية في أمور الدولة، نعم أخطأ بأمور كثيرة ولكن لماذا وافق معه مجلس الوزراء على قرار ضريبة "الواتساب؟"، مشيراً إلى أن "اليوم على الرأي العام أن يُتابع انتفاضته وأن يراقب جميع الخطوات وأن يقيم الأسماء التي ستُطرح للحكومة الجديدة"، متسائلا "هل علينا أن نخاف على البلد من استقالة الحريري؟ كلا فهذه نافذة دستورية فُتحت وأصبح هناك مجال للعمل على صيغة".