ركّز عضو المجلس المركزي في "​حزب الله​" الشيخ ​نبيل قاووق​، على أنّ "أسوأ مشهد رأيناه، هو أنّ بعض الفاسدين ركب موجة الحراك، وبدأ يوجّه ويرشد الحراك ليحمي نفسه، كما أنّ هناك أحزابًا متهمة ب​الفساد​ ومسؤولة عمّا حصل من سياسات اقتصاديّة وماليّة خاطئة، أخذت ​الحراك الشعبي​ إلى معركة تصفية حسابات مع خصومها السياسيّة، فحوّلوا الأزمة ​الاقتصاد​يّة الصعبة إلى أزمة سياسيّة أصعب، ودفعوا البلد إلى الفوضى وخطر الانزلاق للفتنة".

وشدّد خلال احتفال تأبيني أُقيم في حسينية بلدة ​عيتا الشعب​ الجنوبية، على أنّ "الّذين خَطفوا الحراك الشعبي، يتحمّلون مسؤوليّة إحباط الناس، ودفع البلد نحو خطر وانفجار الشارع والتصادم فيه، والّذي إذا ما حصل، لا يعلم مداه، علمًا أنّنا لا زلنا حتّى اليوم نواجه خطر الانزلاق إلى الفوضى والوقوع في الفتنة، وهذا أسوأ بكثير من الأزمة الاقتصاديّة".

وطالب الشيخ قاووق "تأييد الحراك الشعبي النقي الصافي الّذي يُطالب بإصلاحات اقتصاديّة والنهوض اقتصاديًّا بالبلد، ولكن السُباب والإساءات والشتائم مرفوضة من أيّ شارع وجمهور أتت، وأمّا حرف مسار الحراك الشعبي عن أهدافه، فهذا يؤدّي إلى إسقاط هذا الحراك، ومعه يسقط الأمل بالإصلاح وتكون الكارثة الاقتصاديّة والماليّة على الجميع".

ورأى أنّ "المطلوب في هذه المرحلة هو مواجهة الأزمات الاقتصاديّة والماليّة والحياتيّة، قبل تصفية الحسابات السياسيّة، فهناك شخصيات وأحزاب سياسيّة لا يرون أمامهم في هذه المرحلة سوى كيفيّة تصفية الحسابات مع خصومهم، وليست أولويّتهم إنقاذ البلد. وهناك في الخارج من يراهن على تغيير المعادلات السياسية وموازين القوى، أي تحقيق مكاسب على حساب ​المقاومة​ والوحدة الوطنية والاستقرار، وعليه يجب أن نكون متيقظين لقطع الطريق على الرهانات الخارجيّة".

وأوضح أنّ "حزب الله" يريد حكومة موثوقة، وهو يعمل من أجل حكومة موثوقة قويّة تسمع صوت الناس وتعبّر عن مطالبهم، وتكون قادرة على النهوض بالاقتصاد ومحاسبة الفاسدين واسترجاع المال المنهوب، كما أنّ عليها أن تكسب الثقة الشعبيّة قبل أن تكسب الثقة النيابيّة، ولذلك فإنّ "حزب الله" يعمل ويدعو للإسراع في مسار التكليف والتأليف، وما يحصل من تأخير في التكليف يؤشّر إلى صعوبة العقبات في الطريق، فإذا كان التكليف قد تأخّر فكيف يكون حال التأليف؛ وهذا ما كنّا نحذّر منه سابقًا".

كما لفت إلى أنّ "​الولايات المتحدة الأميركية​ قد دخلت على الخط علنًا، وتريد أن توظّف الحراك الشعبي لتحقيق مكاسب سياسيّة على حساب الاستقرار والوحدة الوطنية، ولكن موقفنا في "حزب الله" واضح وعلني، هو أنّنا لن نسمح للإملاءات الأميركيّة أن تتسلّل إلى الحكومة الجديدة، ولن نسمح لأميركا أن تحقّق في هذه المرحلة ولا في أي مرحلة أية مكاسب سياسيّة".