لفت رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​، في كلمة له خلال التظاهرة الداعمة لرئيس الجمهورية ​ميشال عون​ على طريق ​قصر بعبدا​، إلى "أنّنا كما تواعدنا في 13 تشرين الأول الماضي، نلتقي اليوم على طريق "​بيت الشعب​" لنبدأ بتحرّك شعبي، لأنّنا لا نستطيع تحقيق التغيير وحدنا، وبات من اللازم مشاركة الناس معنا"، منوّهًا إلى "أنّنا قنا يومها إنّنا نريد "قلب الطاولة"، لكن الناس سبقتنا وقلبت الطاولة". وبيّن "أنّنا كنّا حذرنا شركاءنا أننّا سنصل إلى هنا، وأعطينا فرصة إلى 31 تشرين، لكن المواطنون سبقونا وبدأوا".

وتوجّه إلى الشابات والشبان قائلًا: "تابعتكم لحظة بلحظة وسمعت صوتكم ورأيت الحماس في عيونكم، ونحن مثلكم انتفضنا على الظلم، لذلك نحن لا نظلم أحدًا". وأوضح أنّ "بقدر ما شعرت بالغضب الصادق من قبل أكثريّتكم، شعرت بالظلم الّذي أتعرّض له من أقليّة بينكم، ومن حرصي على نجاح ثورتكم أقول إنّ ​الثورة​ هي انتفاضة على الظلم إنّما الثورة لا تظلم وإلّا تكون سقطت وانتهت، وليس عدلًا أن ننظلم مرّتين: مرّة من رموز ​الفساد​ ومرّة من ضحايا الفساد".

وركّز باسيل "على "أنّنا دخلنا إلى الدولة وناضلنا ضدّ الفساد وكنّا لوحدنا كالعادة. لم نفقد الأمل أنّ شبعنا يحقّق هذا الحلم لأنّ رهاننا على شعبنا. لا تقتلوا الأمل بأن نقتلع الفساد ونبني دولة، لأنّ تعميمكم للفساد يساعد على حماية الفاسدين". وأكّد أنّه "إذا اتّهمتم الجميع لن نستطيع محاسبة أحد. شعار "كلن يعني كلن" يجب أن يكون للمساءلة وليس للظلم ونحن أوّلهم، لكن "مش كلنا فاسدين وزعران". الفاسدون هم الّذين بنوا قصورهم من مال الدولة والناس، و"الزعران" هم الّذين أخذوا خوات وذكّرونا بأيام الحرب". وذكّر بأنّ "نوابنا ووزراءنا رفعوا ​السرية المصرفية​ عن حساباتهم، لكن البعض لا يريد ذلك وتحجّج بأنّ هذا الأمر ليس كافيًا. نحن رفعنا شعار "حرية، سيادة واستقلال: واليوم نرفع شعار "سرية، حصانة واسترداد" من أجل أن نستردّ أموالنا الّتي تسدّ عجزنا".

ودعا إلى "عدم ​قطع الطرق​ على الناس، بل اقطعوا الطريق على النائب الّذي يرفض إقرار قوانين رفع السرية المصرفية الحاصنة واستعادة الأموال المهوبة. لا تقطعوا الطريق على أنفسكم تحت مطالب سياسيّة من المستحيل تطبيقها اليوم. طالبوا بالمحاسبة من أجل الخروج من الانهيار وعندها يمكننا تحقيق مطالبنا ب​الدولة المدنية​". وتوجّه إلى المتوجدين بالقول: "يا أهل الوفاء، نحن اليوم أتينا إلى هنا من أجل أن نستمدّ من الرئيس عون الدعم، ونشاركه بتطبيق برنامجه الإصلاحي الّذي أعن عنه، وأوّل عمليّة أيادي بيضاء يفرضها الشعب هي إلزام الجميع بتحمّل مسؤوليّاتهم".

كما شدّد على أنّ "أمام الكرامة لا تهمّنا المناصب. لا أنتم تقبلون ولا نحن بأن تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل "الأوادم". نحن لم نخطئ، وحاربنا الفساد ولم نسكت عن الفاسدين بل على العكس، إنّما محاكمتهم من مسوؤليّة ​القضاء​ الّذي "ضبّ" الملفات"، معلنًا "أنّنا فشلنا بالإصلاح بالتراضي لأنّ بين الفاسدين شبكة مصالح أقوى منّا، لكن معكم يمكننا أن نفكّكها. التهينا بالعمل والمشاريع وكان همّنا الإنجاز أكثر من التصدّي لمن يشوّه صورتنا، واعتبرنا أنّ الحقيقة ستظهر، لكن تبيّن لنا أنّ هذا الانطباع صار حقيقة بذهن البعض، الحقيقة ستنتصر في النهاية أؤكّد لكم".

وأشار باسيل إلى أنّ "الخطأ الأكبر يا رفاقي هو الّذي نفتخر به، وهو الّذي بسببه نتعرّض لحملات، هو العهد. لا أحد يستطيع أن يلغينا لأننا شعب وليس فقط تيار، ولا شيء يوقفنا. يا رفاقي، خطأنا الأكبر هو فخرنا الأكبر. فخرنا أنّنا قلنا إنّ وحدتنا الوطنية هي أهمّ من العالم كلّه وأنّنا لن نقبل أن نعزل أيّ مكوّن منّا، وأنّه مهما كان الثمن لن نكون أداةً بيد الخارج". وركّز على "أنّنا لم نتآمر مع دولة خارجيّة على أولاد بلدنا ولم نتآمر مع أولاد بلدنا على دولة خارجيّة".

وأكّد أنّ "فخرنا أنّنا استطعنا تحويل ​لبنان​ إلى بلد نفطي وأعدنا الميثاقية بين اللبنانيين. فخرنا أنّنا نعيد التوازن بإداراتنا ومؤسساتنا، ووصلنا المنتشرين بوطنهم، ولم ندخل منظومة الفساد ونتحدّى أي أحد أن يثبت عكس هذا الأمر". ونبّه قائلًا: "أمامنا أيامًا صعبة وطويلة، كنّا نسابق الزمن من أجل منع الانهيار، لكن الفساد والهدر و​الدين العام​ سبقونا. في الأزمات الكبيرة يا رفاقي يظهر الخوف الّذي نفهمه والخيانة التي لا نفهمها ولا مبرّر لها. ونحن جيل الرئيس عون لا يجب أن يكون بيننا لا خائفًا ولا خائنًا". وأوضح أنّ "الرئيس عون رسم لنا خارطة طريق لإنقاذ الوطن، و"التيار" كان وسيبقى شمس لبنان. ولأمي أقول: أعتذر لأنّ بسببي طالك الأذى ولا ذنب لك. أنتِ علّمتيني أن أحبّ لبنان وأنّ كرامتي ليست أهمّ من كرامة وطني".