أكّد مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ ​حسن عبدالله​، "أنّنا بحاجة إلى رؤية موحدة ونقطة التقاء من أجل استنهاض هذا الوطن وبناء مجتمع قوي، بعيد عن التشوهات والضعف أمام أيّ من التحديات، ف​لبنان​ بتنوّعه الطائفي والمذهبي يشكّل نموذجًا استثنائيًّا في المنطقة والعالم". وركّز على أنّ "ما نشهده اليوم من خلال بعض الأحداث لا يعني أن نغمض العين عن بعض المجريات"، ورأى "ضرورة اليقظة من أجل الحفاظ على السلم الأهلي".

ولفت في كلمة له خلال حفل تأبيني أقامته "​حركة أمل​" عن روح السيد جعفر مرتضى العاملي، في مركز باسل الأسد الثقافي في صور، إلى أنّ "مرتضى شكّل عنوانًا من عناوين ​علماء جبل عامل​. هذا الجبل شكّل نموذجًا في المدرسة الإيمانيّة المنتسبة إلى أهل البيت، وشكّل رؤية تعيش في عمق التاريخ والزمن لسلسلة مباركة لعلماء أجلّاء بذلوا قصارى جهدهم من أجل حفظ هذه الشريعة، وكانوا نواة لرؤية حقيقيّة بعيدة عن العصبية والتعصّب، مجرّدة عن الأهواء والرغبات".

وبيّن عبدالله أنّ "هؤلاء العلماء استطاعوا من خلال دورهم البارز، الوصول إلى أعلى الدرجات ليشكّل منهم شهداء ويكونوا نموذجًا يُحتذى به في المدرسة الدينية في ​النجف الأشرف​ وقم المقدسة، وقد مرّ عليهم الزمن فاعتقد البعض أنّ هذه النخبة غابت، ليعود مرتضى ويؤكّد أنّ هذه السلسلة لم تنقطع ولا زالت مستمرّة إلى يومنا هذا، لِما له من دور بناء وعمل دؤوب في الحفاظ على الشريعة وحفظ التاريخ والعقيدة".

وشدّد على أنّ "البعض يتوهّم أنّ التاريخ العلمي لجبل عامل انقضى منذ برهة من الزمن، فيأتي دور العلامة مرتضى ليضيء في زمننا المعاصر على نخبة علمائيّة متميزة في حوزتنا العلميّة، ويشكّل عنوانها الأبرز في الزمن المعاصر وأيامنا المعاصرة. فهذه الحوزة العلميّة لا زال يتخرّج منها كوكبة من علمائنا الأفاضل في جبل عامل، ليكونوا أيضًا نواة لدور علمائي متميّز في الأيام المقبلة، ويُمكن أن تعقد عليهم الآمال في كثير من المسائل".