كفى مراوغة وتمييعًا، الشعب يريد حكومة، نعم الشعب الحضاري يريد حكومة تمثّلُه وتعبِّر عن تطلعاته، طقم الفساد والهدر والإنهيار لم يعد مقبولاً أو مرحباً به لدى أكثرية الشعب الذكي.

حرام ان تستمر الطبقة السياسية تناور.. الشيخ ​سعد الحريري​ وضع الوزير والنائب السابق ​محمد الصفدي​ في موقف حرِج... طرحَه، لكن الصفدي وضع شروطًا لم ينفِّذ منها الرئيس المستقيل أي شرط، فانكفأ لأنه أدرك ان طرحه كان للمناورة فيه ولحرقه. وأكثر من ذلك كان معروفًا مسبقًا ان شعب الإنتفاضة لن يقبل بالصفدي.

***

يا شعب الإنتفاضة، نحن منك ولك

نقف إلى جانبك ونضع خبرتنا في تصرفك.

نسمّي على سبيل المثال لا الحصر شخصًا ​لبنان​يًا من طرابلس الحبيبة، هو عثمان سلطان، أمضى في الغربة أكثر مما مكث في وطنه... لبناني أصيل شفاف حضاري ناجح، وأفنى عمره في دولة الامارات العربية المتحدة، في قطاع الاتصالات وفي شركة "دو" للإتصالات الخليوية تحديداً حيث أوصل هذا القطاع إلى أن يكون من الأوائل في منطقة ​الشرق الأوسط​ بفضل أفكاره الخلاقة والمبدعة، ولأنه لبناني عاقل وواعٍ، تنحى عن منصبه على رأس شركة "دو"، وسلم هذه المهمة الرائدة النموذجية الى مَن يخلفه لأكمال مسيرة النجاح والتفوق في تلك الشركة الرائدة .

***

اللبناني الذي نجح في الاغتراب وحلّق، يستطيع ان يجمع حوله لبنانيين من كل الطوائف الكريمة، وتبدأ ورشة العمل الحكومية بدءا من استعادة المال المنهوب والمحوّل منذ شهر إلى الخارج، وصولاً الى أحدث التكنولوجيا في وضع أنابيب المياه تحت الأَحراج لتروي الأرض اوتوماتيكيًا، وهذه تقنية جديدة تستعملها الدول التي سبقتنا، ولا بأس أن ندرس إمكان أن تكون في لبنان .

فأهل الفساد عندنا لم يسمعوا بهذه التقنية أصلاً، لأنهم منهمكون بتدبير أمور صفقاتهم مما هو متوافر. ناهيك عن آلاف الافكار الرؤيوية في كل قطاع، وهذه كلها مستندة الى رقي البلدان .

احفظوا اسمه جيداً: عثمان سلطان لبناني مقيم في دولة ​الإمارات العربية المتحدة​ الحبيبة. ومثلما خدم هذا البلد الشقيق بإمكانه أن يخدم لبنان مع عقول لبنانية ان مقيمة أم بالغربة بأعلى درجات الرقي والشفافية والجرأة .

***

المشكلة الكبيرة والاساسية ان الشعب الحضاري يتجانس ويتناغم مع علم المستقبل، لكن الطبقة الفاسدة لا يناسبها ان يعود لبنان مجدداً لؤلؤة الشرق ومن أرقى البلدان علماً ونوراً وطبيعة وسياحة.

ألم نشهد أو نقرأ ونطّلع على ما حصل على سبيل المثال في ايران من أجل زيادة بسيطة على اسعار المحروقات، فنزل الشعب الايراني الى الشوارع والساحات، وظلت كل المصارف على المساحة الكبيرة في ايران تعمل بشكل عادي ... أليس هذا ما يسبب خوفا كبيرا وعِبرة لمن يعتبر؟

ان الوضع في لبنان أخطر بكثير، فالمسألة لا تتعلق ب​أسعار المحروقات​، بل بكثير من الملفات التي تُرهق كاهل المواطن .

***

إن اعتمادنا الجدي والمسؤول على شعب لبنان الحضاري ان لا يقدم لا على حرق أو تكسير أو تخريب يطاول محلات وشركات ومقاهي، فهذا من شأنه أن يكون كارثة علينا جميعا. إذ ما هم أو يهمّ الطبقة الفاسدة من هذه الاعمال التي نرفضها جملة وتفصيلا؟

إذا كانت اموال الفساد في الخارج واموال المودعين الصغار في الداخل، فهذا لا يعني أن كل اصحاب الطبقة الفاسدة يمكن ان يكونوا بمنأى عن المحاسبة، حتى لو كانوا في آخر الدنيا، فهم معروفون فرداً فرداً ومن الواجب محاسبتهم ومحاكمتهم على الانهيار المعيشي والمالي والاقتصادي الحاصل في لبنان .

***

يا شعب لبنان الحضاري

ما من ظالم إلا ويُبلى بأظلم، وها أنتم يا شبان وشابات ونواة الطبقة المثقفة مع كل العائلات التي نزلت الى الشوارع مع اولادها، جميعكم موجودون منذ شهر تناضلون مصممون تصرون على مبادئ انتفاضتكم التي دخلت ​تاريخ لبنان​.

نتعاطف معًا على التوصل إلى حكومة سمَّينا مَن يمكن أن يُكلَّف بتشكيلها، وهو واحدٌ من العقول اللبنانية، وبالتأكيد هناك الكثيرون من ​الطائفة السنية​ الكريمة الذين تغرَّبوا من أجل إعلاء شأن بلدهم، وقد آن الأوان ليعودوا إلى بلدهِم ليساهموا في إعلاء شأنه وإعادة بناء البشر والحجر فيه .

بالإضافة إلى ذلك، نركِّز على التمسك بأهداب الدستور ونحتكم إليه في كل شاردة وواردة... فلا استنسابية ولا اجتهاد .