أكدت مصادر لصحيفة "الجمهورية" أنه "يمكن اعتبار الفترة الممتدة منذ اسقاط اسم الوزير السابق ​محمد الصفدي​ من نادي المرشحين ل​رئاسة الحكومة​، وحتى اليوم، ميّتة، وإن كانت قد شهدت اتصالات خجولة وغير معلنة على خط "​بيت الوسط​" و​الثنائي الشيعي​، الّا انّها لم تسفر عن جديد من شأنه ان يُنعش الآمال بإمكان التوصل الى حلول للمأزق الحكومي"، مشيرة الى أنه "بعدما طُويت صفحة الصفدي، دخلنا في فترة أصعب مما كانت عليه قبل طرح اسم الوزير السابق. ففي نادي المرشحين لرئاسة الحكومة يبرز اسم الرئيس المستقيل ​سعد الحريري​ وحيداً، لكنه ما زال مصرّاً على رفضه حكومة بسياسيين، وحتى الآن لا نعرف سرّ اصراره على هذا الرفض".

ولفتت المصادر الى أن "المشهد يراوح بين امرين، الأول، فريق سياسي، يرتكز على مثلث سعد الحريري - ​سمير جعجع​ - ​وليد جنبلاط​، ويحاول ان يجعل من ​الحراك الشعبي​ جسراً لفرض امر واقع سياسي، بديل للواقع السياسي الحالي المشكو منه، وذلك عبر الإصرار على تشكيل ​حكومة تكنوقراط​ لا تمثيل سياسياً او حزبياً فيها، متسلحاً بحجة عدم استنساخ الحكومة المستقيلة او ما سبقها، باعتبارها خياراً مستفزاً للناس، ويثير المزيد من الغضب الشعبي، كما يثير ريبة الخارج منها وغضبه من عدم استفادة ​لبنان​ من التجربة التي مرّ بها على صعيد الحراك، والاصرار على الابقاء على ال​سياسة​ القديمة المتسببة للأزمة"، مبينة أن "الثاني، فريق سياسي آخر، يرتكز على مثلث مقابل يمثله ​رئيس الجمهورية​ ومعه "​التيار الوطني الحر​"، حركة "أمل" و"​حزب الله​" يصرّ على حكومة تكنوسياسية تتولّى عملية الإنقاذ المطلوبة للبلد بمشاركة كل المكونات السياسية، خصوصاً انّ حكومة "التكنوقراط"، ليست الخيار الملائم لقيادة البلد في هذه المرحلة، ناهيك عن انّها ليست محل اجماع حولها والقوى السياسية منقسمة حولها".

ورأت المصادر أن "محاولة التقريب بين المنطقين تبدو صعبة. ومن البديهي القول هنا انّه لا بدّ من الوصول الى "حل وسط" بينهما، وهو ما سيحصل في نهاية المطاف. إذ لا إمكانية على الاطلاق لأيّ منطق داخلي ان يغلب منطقاً داخلياً آخر، او ليشعر اي طرف بأنّه في موقع الغالب والطرف الآخر في موقع المغلوب، وثمّة تجارب كثيرة خَبرها لبنان واثبتت فشلها وكان لبعضها اثمان مكلفة، علماً انّ ظروف البلد الحالية باتت تستوجب بلوغ هذا الحل الوسط في اسرع وقت ممكن".