اشارت الأمينة العامة للجمعية الدولية للحفاظ على صورالدكتورة مها ​الخليل​ الشلبي نداء خلال مشاركتها في يوم التراث العالمي الذي تحييه منظمة ​الأونيسكو​، الى انه "لا معنى لوجود أي وطن، ولا ضمانة لاستمرار كيانه، ولا صيانة له بدون وعي عميق وفهم صحيح للمقومات الأساسية التي تشكل قاعدة الوجود والكيان، وهذه المقومات هي: الأرض، الشعب والتراث. ونظراً الى أهمية التراث في تكوين هوية الوطن والمواطن، وفي حفظ ذاكرته التاريخية واستمرارها، اتوجه في يوم التراث العالمي الذي تحييه منظمة الأونيسكو، بتحية إكبار الى شابات وشبان ​لبنان​ الذين ملأوا ساحات الوطن وهتقوا للبنان الواحد، بعيدًا من الإصطفافات الطائفية والمذهبية، وقد وحدهم الألم والمعاناة ، وعصفت بهم رياح ​الثورة​ ضد الظلم و​الفساد​، وكل أشكال الإستهتار بالقيم الإنسانية، وحقوقهم البديهية في العيش على أرضهم بكرامة ومساواة، في ظل دولة لا تعدل بين مواطنيها، لا توفر لهم سبل العيش الكريم، ولا تفسح للكفاءات والمواهب في منأى عن المحسوبيات ونهج ​المحاصصة​ الذي فتك بالبلاد، وقد نُهبت ثرواتها، وانتُهكت مواردها لمصلحة فئة استأثرت ب​السلطة​ والمنافع".

اضافت في بيانها "نشدَ على أياديكم أيها المنتفضون عندما تؤكدون وفاءكم لتراثكم، وتثبتون إنتماءكم لكل ما هو جميل في هذا الوطن، وتعطون الدليل تلو الدليل على قدرة ​الشباب​ على النهوض بلبنان في مختلف المجالات. مطالبكم المحقة، وخصوصًا كتابة تاريخ موحد لوطنكم، يجب أن تبقى أولوية المطالب، تاريخ ينتج ولاء مطلقًا للبنان، يرسخ قيم العيش الواحد ويرسم صورة لبنان الغد بريشة الأمل والرجاء. تاريخ موحد يمحو الإنقسامات، ويؤلف بين القلوب، ويبني وطنًا ذا تاريخ وتراث عريق".

واكدت انه لا مفر من إدراج تراث لبنان وما يحتوي من كنوز معرفية وحضارية، في مناهجنا المدرسية والجامعية، من أجل أن يكون لنا وطن نعتز به ونفخر. إن ما تقومون به هو فعل حضاري يستعيد قيم لبنان الذي ثبت في وجه التحديات والطغاة. لقد إستطعنا إدراج أربعة مدن لبنانية على لائحة التراث العالمي، وأنتم اليوم مدعوون لبناء لبنان على أسس جديدة ، تستوحي المضيء من تراثنا. ولفتت الى إن التراث ليس حجارة، ولا مخطوطات ولا مسكوكات ترقى الى زمن بعيد، وتؤشر الى حقب تاريخية عبرت فحسب، بل هو روح تتجاوز حدود المكان والزمان، وشحنة حية تتجدد مع تعاقب الأيام، وتتخذ بعدًا حضاريًا مع التحولات البنيوية في المجتمع . تحولات تصنعها الأجيال الشابة التي تمتلك القدرة على نقل أوطانها من حال الى حال، وتحقيق التقدم، وفتح آفاق الإبداع ، ووضع خط فاصل بين واقع مترد يغرق في الفساد، ومستقبل مفتوح على غد واعد يشبه ​تاريخ لبنان​ وعطاءاته ودوره في بناء الحضارة الإنسانية.