رأى عضو المجلس السياسي في "​تيار المستقبل​" ​مصطفى علوش​ انه "ليس بالضرورة ان يحتم الانسحاب الثلاثي (​سعد الحريري​ و​سمير جعجع​ و​وليد جنبلاط​) من التشكيلة ​الحكومة​ قيام حكومة بتوقيع ​حزب الله​، فالأمر مرتبط أقله حتى ​الساعة​ بالهوية السياسية لرئيس الحكومة المكلف العتيد وبالفريق الوزاري الذي سيختاره للتعاون معه، خصوصا ان "حزب الله" وحلفاءه يضربون اليوم اخماسا بأسداس بسبب اعتذار الحريري عن التكليف، ويعتريهم رهاب كامل من قيام حكومة لا يعلمون تبعاتها على المستويين الداخلي والخارجي".

وفي حديث صحفي له، لفت علوش الى أن "ما جرى خلال اليومين الاخيرين من تعديات وبلطجة هو ان "حزب الله" و"​حركة امل​" و"​التيار الوطني الحر​" حاولوا التمترس وراء ​السلطة​ لتحويل المشهد من مواجهات بين شارعين الى مواجهات بين ​الجيش​ و​القوى الامنية​ من جهة والثوار من جهة ثانية، بهدف اجهاض ​الثورة​ تحت عنوان "فرض الامن"، وذلك من باب الضغط على الحريري للقبول بشروطهم اي بترؤس حكومة تكنو- سياسية، الا ان الاخير التف عليهم معتذرا عن التكليف كي لا يكون غدا رئيس حكومة بمنزلة كيس رمل يتلطى خلفه حزب الله ومنظومته السياسية".

وردا على سؤال، اكد ان "الحالة الوحيدة التي ستدفع بالحريري الى التراجع عن قرار الاعتذار عن التكليف هي الذهاب الى استشارات نيابية يكلف بنتيجتها الرئيس الحريري ل​تشكيل الحكومة​ شرط ان تكون من خارج المنظومة السياسية ومن اخصائيين حياديين، وما دونها خطوة مركزية، لا يحلمن احد بعودة الحريري عن قراره، مؤكدا من جهة ثانية انه مخطئ من يعتقد ان الحريري سيعتزل العمل السياسي، فهو باق في ​لبنان​ ولن يتخلى عن مسؤولياته، وسيكون في صفوف المعارضة وربما في صفوف الموالاة فيما لو تأكد له ان الحكومة العتيدة منتجة وتنفذ الاصلاحات المطلوبة شعبيا وسياسيا ووطنيا".

وعن امكانية تكرار تجربة 7 ايار لفرض تسوية حكومية كأمر واقع لا مفر منه، لفت علوش الى ان "ما حصل مؤخرا من تعديات على ساحات الثورة مجرد "مناورة" حدودها حرق الخيم والتعدي الجسدي على الثوار والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة لا اكثر ولا اقل، فالظروف التي ادت الى 7 ايار 2008 غير متوافرة اليوم، خصوصا غض النظر الدولية وتواطؤ المخابرات الفرنسية مع "حزب الله" لغزو ​بيروت​، ما يعني ان "حزب الله يدرك تماما ان المتغيرات الدولية والاقليمية وحتى المحلية لم تعد في صالحه، وبالتالي فإن قرارا بحجم غزو بيروت اصبح من الماضي".