إذا نجح الفرنسيون في صنع المعجزة غداً في ال​مؤتمر​ الذي تستضيفه ​باريس​ لمساعدة ​لبنان​، تحصل الإستشارات النيابية الملزمة في السادس عشر من كانون الأول الجاري ويُكلّف ​سعد الحريري​ تشكيل ​الحكومة​ بأكثرية أصوات تزيد عن تسعين صوتاً، وإذا لم ينجح الفرنسيون بتحقيق الخرق المنتظر في الجدار الحكومي، لن تكون هناك إستشارات نيابية في ​القصر الجمهوري​ الإثنين المقبل، وقد نشهد تأجيلاً جديداً لها لمزيد من التشاور. هذا ما تنقله المصادر المتابعة لكواليس الإتصالات الدائرة بين الأفرقاء بهدف تأمين التوافق على تشكيلة حكومية. المصادر عينها التي تابعت ​تفاصيل​ الإتصالات التي دارت بين ​بيت الوسط​ والقصر الجمهوري و​عين التينة​ مساء الأحد الفائت قبل أن يصدر ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ موعد الإستشارات الجديد بعد إنسحاب ​سمير الخطيب​ من السباق الحكومي من على منبري ​دار الفتوى​ وبيت الوسط، تتابع أيضاً ما يحصل من إتصالات بين ​التيار الوطني الحر​ و​حزب الله​ و​حركة أمل​، وتقول "من سابع المستحيلات بعد حصر دار الفتوى مسألة التكليف بشخص الحريري، أن يقبل الأفرقاء الآخرون بإستبعاد "صقورهم" عن الحكومة المقبلة إذا كانت رئاستها ستعود لرئيس الحكومة المستقيل"، وفي هذا السياق يسأل مصدر قيادي في التيار الوطني الحر، "هل يجوز أن نقبل بتكليف الحريري ​تشكيل الحكومة​، وأن نؤمن له مع حلفائنا أكثرية نيابية كي يعود هو ونخرج نحن منها؟ وإذا حصل السيناريو التالي، فكيف سيواجه الحريري الشارع وهو نفسه الذي قال يوم إستقال إن إستقالته جاءت إستجابة لأصوات ​الشباب​؟، فهل هذه الإستجابة تعني فقط أن يستقيل كي يخرجنا ويعود هو وكأن شيئاً لم يكن؟. بالتأكيد لا خصوصاً بعد مسرحية سمير الخطيب حيث إعتقد الحريري أنه سيكون بطلها لكنها في نهاية المطاف إنقلبت ضده".

ما تعبر عنه مصادر التيار، ليس بعيداً عما ينقله زوار ​الضاحية الجنوبية​ عن حزب الله، الذي وفي أي خيار حكومي سيتخذه، لن يقبل ابداً لا بكسر رئيس الجمهورية أو التيار، ولا بكسر نفسه أمام جمهوره في معركة يدرك تماماً أنها تُخاض ضده أكان في الشارع منذ ١٧ تشرين الاول الفائت، أم في ​المصارف​ وسوق ​الدولار​، وكذلك في الحكومة، وهنا يسأل مصدر مقرب من الحزب، "قبل ​العقوبات الأميركية​ والحرب المالية على الحزب، لم يكن حزب الله يبدي إهتماماً للحصول على وزارة خدماتية او سيادية، لكنه دائماً كان يصر على تمثيله في الحكومة وعبر وزراء سياسيين، كي تكون له عين مراقبة على طاولة ​مجلس الوزراء​ منعاً لتمرير أي قرار يستهدفه من قريب أو من بعيد، فهل يتوقع أحد بعد العقوبات الأميركية ان يقبل بعدم الجلوس على طاولة مجلس الوزاء وبوزراء "صقور"؟.

إذاً الخيارات ليست كثيرة وإحتمالات الحلول ليست متعددة، حكومة التكنوقراط من الصعب جداً أن ترى النور أبداً، لأن ما من فريق أقله بين الثلاثي التيار والحزب وحركة أمل يريد أن يسمح للحريري ومن خلفه في الداخل والخارج بتسجيل إنتصار عليه، ولأن الشارع المنتفض يرفض رئيس الحكومة المستقيل تحت شعار "كلن يعني كلن"، كما أن الحكومة التكنوسياسية مرفوضة أميركياً ومن الحريري.

لكل ما تقدم، أي خرق حكومي قد يحققه مؤتمر باريس هو معجزة بحد ذاته.