أكدت مصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "الإعتبارات التي دفعت "​القوات اللبنانية​" للتراجع عن تسمية ​سعد الحريري​ ل​رئاسة الحكومة​ المقبلة محلية وغير خارجية، وهي غير موجهة ضد الحريري، بل ترتبط مباشرة ب​القاعدة​ الحزبية وقناعات "القوات" بضرورة تشكيل حكومة من اختصاصيين، كما تتماهى مع مطالب الحراك ودينامية الشارع، ورفض الحزب أن يكون عكس قاعدته الحزبية والجو العام في البلاد"، مشددة على أن "حزب "القوات" لا يزال يؤكد على تحالفه الاستراتيجي مع الحريري، وهو على استعداد لمنح ​حكومة الحريري​ الثقة في البرلمان إذا كانت ​حكومة تكنوقراط​ إنقاذية لمرحلة انتقالية، وهو الحل الوحيد الذي يراه جعجع للنهوض من الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد".

وذكّرت المصادر بأن حزب "القوات" كان أول من دفع باتجاه حكومة من الاختصاصيين في اجتماع ​بعبدا​ في أيلول الماضي، وتلقف رد فعل الناس بعد 17 تشرين الأول لجهة الاستقالة من الحكومة"، مشيرة الى أن "موقف "القوات" ينسجم مع دينامية الشارع الذي لا يستطيع الحزب أن يكون عكسه، وتعتريه مخاوف من وجود نيات لاستخدام القوة المفرطة لفض الاعتصامات، استناداً إلى معلومات تتحدث عن أن "​حزب الله​" يضغط لاستخدام القوة لفض الاعتصامات"، مشددة على أن الحزب "على استعداد لمنح الحكومة الثقة بعد تأليفها في البرلمان إذا كانت حكومة مستقلين لا تتضمن وجوهاً سياسية".

وقالت المصادر المواكبة للمشاورات الأخيرة لـ"الشرق الأوسط"، إن "الحريري يرى أنه إذا لم تتمتع تسميته بميثاقية، فإنه يفضل ترك الساحة لسواه، وأن يبحث النواب عن شخص آخر، بالنظر إلى أن تكليف أي رئيس حكومة من دون تسمية من مجموعة وازنة من النواب المسيحيين، فإن التكليف سيعتريه خلل، ذلك أن أكبر كتلتين مسيحيتين لن تسميا رئيس الحكومة".