ناشطًا يبدو رئيس ​الحكومة​ المكلف دكتور العلم والاختصاص ​حسان دياب​ على "​تويتر​"... تغريدة بين كل اجتماع واجتماع، ومن هذه التغريدات :

"​لبنان​ في العناية الفائقة ويحتاج الى كل جهد ممكن من القوى السياسية و​الحراك الشعبي​.. بدأنا الحوار مع الحراك ومهلة ​تشكيل الحكومة​ ستتراوح بين 4 و 6 أسابيع".

وفي تغريدة ثانية يقول: "بحثت مع رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ ماهية الحكومة والعدد وتوزيع الحقائب، وأكدت برنامجها ل​محاربة الفساد​ والنهوض ​الاقتصاد​ي و​المال​ي، على أن يكون تشكيلها مناسبة للمّ الشمل وبالتالي تمثيل جميع الشرائح البرلمانية من الحراك و​المستقبل​ و​القوات​ والاشتراكي."

وثالثة: "نحن بحاجة إلى حكومة مستقلين واختصاصيين وهدفي أن نشكل حكومة مصغرة من نحو 20 وزيراً".

***

هذه التغريدات الثلاث وبعد مضي 24 ساعة على انتشارها عدتم ونفيتموها دولة الرئيس المكلف حسان دياب جملة وتفصيلاً ​الساعة​ الخامسة والنصف من مساء أمس.

وهذا ما صدر عنكم: "لم يصدر عني أي كلام في أي موقع أو حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا هو الحساب الرسمي الوحيد بإسمي".

السؤال هنا: لماذا انتظرتم أربعًا وعشرين ساعة لتصدروا التوضيح؟ خصوصًا ان التغريدات كانت انتشرت في كل وسائل الإعلام؟

ألم يكن الأجدى والأجدر بمستشاري دولتكم ان يُصدروا النفي قبل ان تتعمم التغريدات؟ خصوصًا ان هذه التغريدات بالإمكان نفيها بعد لحظات من انتشارها وليس بعد اربعٍ وعشرين ساعة .

نحن في عصر السرعة الصاروخية.

وللعِلم، كثيرون من السياسيين بنوا مواقفهم اليوم على التغريدات التي نفاها دولته .

***

لم تخبرنا بجديد دولة الرئيس المكلف أن أحداً من اللبنانيين لا يعرف أن لبنان في العناية الفائقة؟

أوليس لأن الأوضاع كذلك أُتي بدولتكم لعلمكم واختصاصكم؟

المطلوب من المسؤول، حين يصبح مسؤولًا، أن يشرح للبنانيين كيفية الخروج من العناية الفائقة لا أن يكتفي بالتشخيص.

من البديهي أيضاً :

لو لم يكن لبنان في خطر الإنهيار لَما اندلعت ​الثورة​ في 17 تشرين الأول الماضي، أي منذ 68 يومًا .

لو لم يكن في خطر الإنهيار لَما تّرك الشعب منازله ومدارسه وجامعاته ونزل إلى ساحات الثورة والإنتفاضة .

***

دولة الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب نصارحكم بالقول ودون أي تغريدات:

لم تُخبرنا شيئًا لا نعرفه.

ولهذا المطلوب منكم كيفية الخروج مما أوصلتنا إليه الطبقة السياسية الفاسدة.

***

لقد شبع الشعب "المتريث" الذي ما زال في الساحات منذ 68 يومًا كلاماً ووعوداً، شعب الإنتفاضة المليوني، يريد أفعالًا وخطوات عملية وبالسرعة القصوى، فالتأخير لم يعد يجدي، فالوقت بات ضاغطًاً جدًا على كل قطاعات الوطن من دون استثناء .

إن شعب الإنتفاضة يُدرِك جيدًا ما نحن واصلون إليه إعتبارًا من مطلع ​السنة​ ​الجديدة​. وإلى ذلك الموعد، الذي لم يعد بعيدًا، بل تفصلنا عنه ثمانية أيام، ستكون مخصصة للأعياد "وبأية حال عدتَ يا عيدُ"، ففي كل القطاعات تدنىّ مستوى البيع بنسبة 80% والألم والجوع يلف الاطفال بدل هدايا ​الميلاد​.

***

حتى لا ترف ولا تعمّق ولا دراسات ولا ملفات عن الأوضاع المعيشية والمالية والاقتصادية التي آلت اليها البلاد والعباد.

نحن شعب شبعنا من مهندسي الاقتصاد والرياضيات ويمكننا كتابة مجلدات عن الفساد والفاسدين وكيف أُفرغت جيوبُنا كما خزينة ​الدولة​ بالصفقات والتلزيمات، وألف و... ولا تنتهي.

***

بالخلاصة دولة الرئيس الدكتور حسان دياب

هل يمكنكم تأليف حكومتكم العتيدة بالسرعة القصوى.

هل يمكنكم استعادة المال المنهوب والمحوّل الى الخارج.

إذا استطعتم تكونون دخلتم تاريخ الشرفاء.

الانتظارُ مُكلفٌ على الوطنِ وأكثرُ كلفةً وقهراً وقسوةً وفقراً ومعاناةً وإنهياراً على الوطن والشعبِ.