إذا كان رئيس الحكومة المستقيل ​سعد الحريري​ حقاً لا يريد ​قطع الطرقات​ كما يردّد في مجالسه وتصاريحه، وإذا كان يريد فعلاً إعطاء فرصة جدّية للرئيس المكلف ​تشكيل الحكومة​ حسّان دياب في مهمّته، فكيف يقطع مناصرو التيار الأزرق طرقات ​لبنان​ وبوتيرة يوميّة من عكار و​المنية​ و​طرابلس​، مروراً ب​بيروت​ والناعمه وصولاً الى البقاعين الأوسط والغربي؟ من يدفع هؤلاء الى الشوارع؟ وأين مسؤولي ​تيار المستقبل​ في المناطق ولماذا لم نرَ واحداً منهم على الأقل وهو يقنع قطّاع الطرق بفتحها أمام المواطنين؟.

الجواب، بحسب مصادر متابعة للملف الحكومي، هو على الشكل التالي: كما إعتمد الحريري في مشاورات التكليف، على أسلوب "قبّة الباط" لتمرير تكليف دياب، ها هو اليوم يعتمد الأسلوب عينه مع مسؤولي تيار المستقبل في المناطق، ولو طلب الحريري فتح الطرقات وعمل على سحب مناصريه من الشوارع، لتمكّن من ذلك بالتأكيد".

إذاً، قطع الطرقات يحصل ببركة من سعد الحريري، وعلى هذا الصعيد، تنقل المصادر عن زوّار ​بيت الوسط​ أنّ الهدف من هذا المسلسل المتنقّل القائم على الضغط من خلال الشارع، هو الوصول الى نتيجة من إثنين، أولها إعتذار دياب تحت ضغط الشارع، وعندها نعود من جديد الى نقطة الصفر، وقد تكون من الأمور التي يمكن أن تعيد الحريري الى السراي بعد إجراء الإستشارات النيابية الملزمة من جديد، وعندها أيضاً، يمكن للحريري أن يفاوض القوى السياسية إنطلاقاً من قاعدة، لماذا لا تُقدّم لرئيس الحكومة المستقيل التنازلات التي قُدّمت لدياب لناحية القبول بحكومة إختصاصيين مستقلين؟!.

أما النتيجة الثانية، فهي إعادة الإستشارات النيابية الملزمة لتسمية السفير ​نواف سلام​ الذي أظهر الشارع المنتفض قبوله له أكثر من أيّ إسم آخر طرح ل​رئاسة الحكومة​.

إذا نجح الحريري بتحقيق السيناريو الأول، يعود الى السراي على حصان أبيض، ويكون بذلك قد إستعاد الرئاسة الثالثة وجمهوره السنّي، وردّ الصاع صاعين الى رئيس ​التيار الوطني الحر​ النائب ​جبران باسيل​ الذي كان الرافض الأول لحكومة إختصاصيين برئاسة الحريري، وإذا تحقّق السيناريو الثاني، أيّ بوصول سلام الى السراي، يكون الحريري قد ظهر أمام الشارع وكأنه السياسي الوحيد الذي شعر بخطورة ​الأزمة​ وتخلّى عن منصبه وساهم بوصول الشخص الذي تطالب به "الإنتفاضة"، هذا بالإضافة الى تسجيله هدفاً في مرمى باسيل و​حزب الله​ و​حركة أمل​، هدف، تفسيره في المعادلة التالية: أبعدتموني عن رئاسة الحكومة لصالح مرشح لا أرضى عنه، فأسقطته في الشارع وأوصلت المرشّح الذي ترفضوه ويرضي الشارع المنتفض.

هذا الضغط الذي يمارسه الحريري ضمناً عبر ورقة الشارع، بدأ يزعج الحراك المنتفض أكثر فأكثر، وقد بدأت الإشكالات تقع في بعض المناطق بين مناصري تيار المستقبل وشباب "الإنتفاضة الشعبية"، كل ذلك لأنّ ​الشباب​ المنتفض لا يريد أن يسمح لتيار المستقبل أن يستغل تحرّكاته لإعادة الحريري الى الحكومة، وهو من بين الأسماء الإستفزازيّة لتولّي هكذا منصب في المرحلة الأدقّ مالياً وإقتصادياً في ​تاريخ لبنان​ .