كم يكتنز قلمي من كلام مع سقوط آخر ورقة في 2019 لاستقبال أول ورقة في 2020؟

كم اتمنى ان نستفيق غدًا على أول خبر نقرأه أن أول فاسد سيمثل أمام ​القضاء​ وأن مصيره ​السجن​ إلى حين استعادة ما نهبه من أموال؟

يقولون بالفرنسية :

c'est trop beau pour être vrai

صحيح: كم هو جميل ليكون حقيقيًا

هل هو حُلم ليلة شتاء؟

إلى هذا الحد أصبح تطبيق القانون في عاصمة "أم الشرائع" ​بيروت​ صعبًا إلى درجة الإستحالة؟

***

إذا كان من تسمية يجب أن تُطلَق على سنة 2020، فهي بالتأكيد سنة إستعادة الوطن من الفاسدين "الخونة" ...

نعم إنهم "خونة" لأنهم خانوا أمانة الشعب.

وخانوا أمانة ​الدستور​.

وخانوا أمانة القوانين المرعية الإجراء .

وخانوا العهد والوعد .

وخانوا مسؤوليتهم لأنهم تولوا المسؤولية من أجل خدمة الناس لا أن يصبح الناس خدَمًا عندهم .

***

لا، لا نريدها حلم ليلة شتاء .

نريدها واقعَ ربيعٍ ​لبنان​ي يجرف مَن هُم في خريف ​السياسة​ وفي خريف هذه ​السلطة​ "طوَّلتم في السلطة"، وكل يومٍ إضافي هو مشكلةٌ على البلد، فإلى متى ستبقون ثقلًا على صدور اللبنانيين؟

تُطل علينا سنة 2020

نحاول جاهدين ان نكون متفائلين! لكن من أين يأتي التفاؤل؟

لقد سقطت نظرية "كُن جميلًا ترَ الوجود جميلا".

الأصح: كن مسؤولًا حقيقيًا ليشعر الشعب انه ينتمي إلى وطن يتحوَّل بلحظة إلى غنيمة يتسابق على نهشها الفاسدون. .

***

مطلع 2020، نخاطب شعب الإنتفاضة "المتريث" وقادتها، ونقول لكم :

الآمال معلقة عليكم لا على الطبقة السياسية .

الطبقة السياسية الفاسدة أصبحت "منتهية الصلاحية" في عيون الناس وفي عقولهم، ومن باب إضاعة الوقت الرهان عليها مجددًا... فالرهان على هذه السلطة دام منذ ما يقارب الثلاثين عامًا، فماذا كانت النتيجة؟

مئة مليار ​دولار​ دينًا من ضمن مبلغ 250 ملياراً صرفاً .

أَثقال في الإدارة العامة حيث ان التوظيف بلغ أعداداً غير مسبوقة بحيث ان الإدارات الرسمية امتلأت بالمحاسيب والأزلام فيما الخريجون والخريجات يتسكعون على أبواب السفارات سعيًا للهجرة .

إعطاء ​سلسلة الرتب والرواتب​ من دون القدرة على تغطيتها سوى بالديون .

فتح ابواب التلزيمات على مصراعيها من دون الأخذ بعين الاعتبار وضعية خزينة ​الدولة​ .

موضوع الفيول للكهرباء وما حمَّل الدولة من أعباء هائلة لم يعد بالإمكان تغطيتها .

***

كل هذه التَرْكة لم يعد بالإمكان التغاضي عنها، والمطلوب معالجة يومية لها وهذه مسؤولية تقع على عاتق شعب الإنتفاضة وقادة الإنتفاضة، لا الطبقة الفاسدة التي أصبحت من الماضي الغابر وإنْ كان البعض ما زال واهمًا ومتوهمًا ان الطبقة الفاسدة ما زالت موجودة وفاعلة وقادرة كما كانت قبل 17 تشرين الاول 2019 .

كل عام ونحن شعب لبنان الأبي صامدون مؤمنون ان كل الفاسدين "الخونة" سيأتي حسابهم واحداً تلو الآخر؟