منذ ستة أيام، ومن دون أي إنذار مسبق، شن رئيس ​الحزب التقدمي الإشتراكي​ ​وليد جنبلاط​ هجوماً عنيفاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي على رئيس ​تيار المستقبل​ النائب ​سعد الحريري​. جنبلاط تحدث عن "سقوط الأقنعة" وعن أن "تفاهم البوارج التركية والإتصالات بين البرتقالي والأزرق خرّب البلد". هجوم سرعان ما رد عليه الحريري بتغريدة مضادة كتب فيها" فعلاً الأقنعة سقطت واللعبة إنكشفت، في ناس عندن عمى بالسياسة ونظرن مروكب عالأزرق، رافضين يفوتوا عالحكومة من الباب وراكضين يفوتوا من الشباك".

هذا الإشتباك السياسي بين المختارة وبيت الوسط وقف عند حدود هاتين التغريدتين على رغم السقف العالي الذي خاطب به حليفا الأمس بعضهما البعض. هكذا إنتهت الأمور عند هذا الحد. في المختارة، يقول المقربون من جنبلاط "لم يكن الهدف في الأساس فتح سجال مع الحريري، ولم يكن وليد بيك يتوقع أساساً أن يصدر رد من الحريري على التغريدة، لأن ليس الحزب الإشتراكي وحده من يتهم الطريقة التي أديرت بها البلاد بعد ​التسوية الرئاسية​ بتخريب لبنان، ولأن هدفنا لم يكن ولو للحظة فتح سجال مع رئيس الحكومة المستقيل، لم يرد جنبلاط عليه".

من يزور الزعيم الدرزي في الفترة الأخيرة، يراه منشغلاً بالورشة التنظيمية التي يشهدها حزبه، وعند سؤال مصدر مقرب منه عن العلاقة مع الحريري بعد السجال الأخير، يأتي الجواب، "لسنا في قطيعة ولا في حوار، فلا سياستنا تقوم على مبدأ القطيعة مع الآخرين، ولا الظرف السياسي الحالي يفرض حواراً سياسياً مع تيار المستقبل، الحريري أصبح خارج الحكومة، ونحن نصبّ كل جهودنا في هذه المرحلة على الورشة التنظيمية داخل الحزب، وحتى لو لعبت الظروف السياسية لمصلحة عودة الشيخ سعد، لن نكون في أية حكومة مقبلة، قرارنا إتخذناه ولا عودة عنه".

أضف الى ذلك، "المشهد الحالي الداخلي يحتاج الى مرحلة من الترقب" يقول مصدر بارز في الحزب الإشتراكي لمعرفة الى أين ستذهب الأمور في لبنان بعد المعطى الإقليمي الجديد، أي بعد إغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال ​قاسم سليماني​.

في المقابل يتحدث المقربون من الحريري عن قرار متخذ لدى التيار الأزرق بعدم التصعيد مع جنبلاط في هذه المرحلة، ولكن لم يكن وارداً ألا يرد الحريري على تغريدة رئيس الحزب الإشتراكي، لأنه لو سكت عنها لظهر أمام جمهوره عاجزاً عن الرد أو مؤيداً ولو بصمت لما إتهمه به جنبلاط. وعن الحوار شبه المقطوع مع بيت الوسط، تقول مصادر تيار المستقبل، إن "المرحلة لا تقتضي من الفريقين التنسيق أو الحوار، وإذا لزم الأمر لتنسيق في المستقبل، فلن نتردد، ولكن، كما يتفرغ الإشتراكيون لتنظيم حزبهم، علينا أيضاً كتيار مستقبل أن نجري قراءة معمقة لما حصل منذ التسوية الرئاسية مروراً بالإنتخابات النيابية، وصولاً الى تجربة الحكومة الأخيرة".

إذاً العلاقة بين بيت الوسط والمختارة تعيش وقتاً مستقطعاً، قد ينتهي أو قد يطول، عندما تتشكل الحكومة وتبدأ المعارضة بمواكبتها، هذا اذا تشكلت هذه الحكومة المنتظرة.