فجأة ومن دون سابق إنذار، قالها رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ في دردشة مع الصحافيين، "أنا مع حكومة تكنوسياسية، وضد ​الحكومة​ السياسية...

مفاجأة بري التي أعادت الى الواجهة الحكومة التكنوسياسية، فتحت الباب أمام الكثير من التفسيرات حولها خصوصاً أنها جاءت في وقت دقيق جداً، داخلياً وخارجياً. وعن هذه التفسيرات، ظهر في الكواليس الحكومية، تفسيران لكلام بري، التفسير الأول بحسب مصادر متابعة يرجح بأن يكون الهدف مما قاله رئيس ​المجلس النيابي​، هو إيصال رسالة واضحة من ​الثنائي الشيعي​، ومفادها، أن الأخير لم يعد يقبل بعد إغتيال قائد ​فيلق القدس​ في ​الحرس الثوري الإيراني​ ​اللواء​ ​قاسم سليماني​ ب​حكومة تكنوقراط​، وهو يريد العودة الى طرح تطعيم الحكومة بوجوه سياسية تتمكن من مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة. وفي السياق عينه تتابع المصادر، قد يكون الأفضل بالنسبة الى ​حزب الله​ بألا يعلن صراحة رفضه لحكومة التكنوقراط كي لا يتّهم بتطيير عملية ​تشكيل الحكومة​ وبإعادة المفاوضات الى نقطة الصفر وبعدم تحييد ​لبنان​ عن صراعات الإقليم، لذلك إتفق مع بري على إعلان ما أعلنه.

المصادر المتابعة تعتبر أن الرأي الثاني يفسر مفاجأة بري على الشكل التالي: لقد نسق رئيس المجلس إعلانها مع حزب الله، وبما أن الثنائي الشيعي أصبح يريد حكومة في أسرع وقت ممكن، قرر الفريقان بأن يعلن بري ما قاله عن الحكومة التكنوسياسية، على أمل أن يسرّع هذا الإعلان عملية التشكيل، لا سيما لناحية تخلي البعض عن شروطه، والمقصود هنا الشروط العالقة بين ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ ورئيس الحكومة المكلف ​حسان دياب​. وعن هذه الشروط تقول المصادر إن رئيس الجمهورية يفضل رفع عدد الحكومة من ١٨ الى ٢٤ وزيراً لعدم تولي أي وزير حقيبتين، وهذا ما يرفضه دياب. كذلك يرفض الرئيس عون توزير الوزير السابق ​دميانوس قطار​ إذا كان المعيار الذي وضع ينص على إستبعاد النواب والوزراء الحاليين والسابقين عن التشكيلة الحكومية المقبلة، بينما يريد دياب أن يتولى قطار ​وزارة الإقتصاد​. أما بالنسبة الى الشرط الثالث، فيتمسك الرئيس عون بإبقاء القديم على قدمه على صعيد توزيع الحقائب، ما يعني الإبقاء على ما إتفق عليه سابقاً في التفاهمات السياسية السابقة، الأمر الذي يرفضه دياب ويريد إجراء تعديلات على توزيع الحقائب.

هذان التفسيران لموقف بري، لم يتأكد بعد أيهما المقصود من قبل الثنائي الشيعي، ولم يتحقق أيّا منهما، لأن عملية تشكيل الحكومة لا تزال تراوح مكانها، والدليل على عدم معرفة ما المقصود من كلام بري هو تأجيل لقاء دياب مع "الخليلين" الوزير ​علي حسن خليل​، والمعاون السياسي للسيد حسن نصرالله الحاج ​حسين الخليل​. لقاء قيل إنه كان يجب أن يحصل خلال ​الساعات​ القليلة الماضية لكنه تأجل بعض الشيء، فهل سيسمع دياب خلاله بعد حصوله ما الذي يقصده بري من العودة الى الحكومة التكنوسياسية؟.