يا "حكامَ الجشعِ"... حتى لو عاملتم الشعب ال​لبنان​ي على أنه من قبائل "الماو ماو" فإنه في نهاية المطاف سينتصر عليكم.

لمعلوماتكم يا "حكامَ الجشعِ"، لقد دفعت ثورة الماو ماو ​الحكومة البريطانية​ الى إلغاء الأحكام العرفية والى إعلان استعدادها لمنح ​كينيا​ استقلالها الذاتي الذي حصلت عليه في 12-12-1963. وقد قدّم قدامى محاربي قبائل "ماو ماو" في كينيا، الذين تمردوا ضد الاحتلال البريطاني في الخمسينيات من القرن الماضي ​دعوى قضائية​ ضد الحكومة البريطانية يتهمونها فيها بانتهاك حقوق الإنسان.

***

أنتم أسوأ بكثير، أنتم لم تنتهكوا حقوق الإنسان اللبناني، أنتم صادرتم حقوقه وأمواله ومدخراته، انتم قضيتم على حاضرهِ ومستقبلهِ ومستقبل أبنائهِ وأحفاده...

أنتم سيئون بحق الشعب وبحق بعضكم بعضًا: وإليكم القصة:

توافقتم، وقد نقول: تواطأتم على تسمية الدكتور ​حسان دياب​ ليشكِّل الحكومة وقد جاء التوافق، لا بل التواطؤ، بعد شهرين على اندلاع الإنتفاضة واشتعال ​الثورة​، قال لكم الرئيس المكلف من أول الطريق انه يريد ​حكومة تكنوقراط​ من اختصاصيين من 18 وزيرًا، وافقتم معه وخرجتم من الباب لتعودوا من الشباك: باشرتم بوضع الشروط عليه، وحين شعرتم انكم لن تستطيعوا تطويعه، عمدتم إلى البدء بوضع خطة لإطاحته، لكنكم اكتشفتم ان ليس بالإمكان إطاحته إلا في حال أعتذر، لكنه لم يعتذر حتى الآن، إذاً انتم في المأزق الكبير.

***

كتبنا عشرات المرات وقلنا لكم: لا تستخفوا بالثورة وبالثوار...

لا تراهنوا على عامل الوقت... لا تقولوا غدًا يتعبون...

لا تتباهوا بالقول: "كلن فركوحين عم بيغنوا موال وبكرا بيرجعوا لبيوتن".

***

كتبنا عشرات المرات

وقلنا لكم: الثورة بركانٌ... تقذف حممها وتهدأ ولكن لتعود وتنفجر من جديد... وبين حِمَمٍ وحِمَمٍ، تعتقدون واهمين بأن البركان انطفأ فيما هو يكون يحضِّر اللهيب لإنفجار جديد...

هذه هي حال الثورة في لبنان... ولمَن تخونه الذاكرة، بعد يومين تدخل الثورة في شهرها الرابع، وشعب الثورة لم يتعب.

لا تسألوا كيف يستطيع الشعب مواصلة الثورة... وهل يُسأل اليائس؟ ماذا عند اليائس ليخسره؟

هل يخسر أمواله وقد ذابت في ​المصارف​؟

هل يخسر عمله بعدما أقفلت معظم المؤسسات والمصانع؟

هل يخسر مستقبله وقد أصبح ​المستقبل​ صورة مكررة عن الحاضر الميؤوس منه؟

***

هل تعرفون يا حضرات المسؤولين ما هي أمنية معظم الناس؟

امنيتهم تأشيرة هجرة وثمن بطاقة سفر!

هذا ما تريدونه؟

عن يأس قد يصل البعض إلى هذا الخيار، لكن "فشر" إن اللبناني يحق له بأكثر من من تأشيرة هجرة وبطاقة سفر:

يحق له العيش في هذه الأرض الكريمة المعطاءة.

يحق له بكل حبة تراب وبكل نقطة مياه وبكل قطرة نفط...

وعلى ذِكر ​النفط​، توقفوا عن ربط الأزمات بالمؤامرات... إذا كانت هناك مؤامرة اميركية - اسرائيلية ، فعلى الأقل حافظوا على ​الدولة​ لنواجه المؤامرات.

***

نقولُ لكم بالفمِ الملآن:

نحن شعب لبنان الثائر العفوي الأصيل الذي لا يناور.

تدفعونَنَا إلى اليأسِ... لكننا لن نيأسَ...

أنتم أهلُ الماضي والشعبُ أهلُ الحاضر والمسقبلِ... فلا تُتعبوا أنفسكم.

أما الإنقضاض بين "حكامَ الجشعِ" على بعضهم البعض فسيظهر الى العلن. والشعب الثائر براء منهم.