تؤكد فاعليات مسيحية مارونية في أكثر من منطقة من ​المتن​ الى ​كسروان​ وجبيل ان هناك متغيرات طرأت على المزاج المسيحي العام ولا سيما بعد تبيان "كذب الوعود" الانتخابية لكل الاحزاب على حد سواء ورغم ان "كفة الانتقاد" راجحة ضد "​التيار الوطني الحر​" الذي استطاع ان يوصل رئيسه الى كرسي ​بعبدا​ لكنه لم يتمكن من تحقيق الشعارات التي رفعها من الاعوام 2005 وحتى اليوم رغم ان العماد ميشال عون يحظى بشرعية شعبية مسيحية كبيرة وبتأييد واسع في صفوف ​الموارنة​ منهم ويرون فيه الرئيس القوي ولكن هذا لا يشفع للتيار العوني عدم تحقيقه الوعود بالتوظيفات وتحسين ظروف معيشة المسيحيين وخصوصاً ​الشباب​ والخريجين. إما "​القوات​" و"​المردة​" فتؤكد الفاعليات المذكورة انهام خارج "السمع" وبدورهما لم يحققا ما يطمح اليه الشباب المسيحي والماروني تحديداً.

في المقابل تشير الفاعليات الى ان بعد 93 يوماً من الحراك، تحول ثوار المتن وجبيل وكسروان في ثورة 17 تشرين الاول الى "رقم صعب" مسيحياً ولم يعد بمقدور اي زعيم او مسؤول او نائب او وزير او ​محافظ​ او رئيس بلدية مسيحي ان يقفز فوق إرادة الحراك ورغبته في المحاسبة و​مكافحة الفساد​ ورغبته في التجديد الحقيقي لهذه الطبقة السياسية والمطالبة بقانتون انتخابي جديد وواقعي ويعطي المسيحيين "حجمهم" الطبيعي والواقعي والحراك وفق الفاعليات يرفض ايضاً ان يأتي النواب ​المسيحيون​ بتحالفات هجينة مع قوى لا مشترك بينها الا "المصلحة الانتخابية".

ولهذه الاسباب تؤكد الفاعليات ان ما بعد 17 تشرين الاول ليس كما قبله وغداً لناظره قريب. ومن هذا المنطلق يجري كباش "منقطع" النظير بين الاحزاب المارونية على الارض من جهة لإستعادة "الحضور الشعبي" المفقود لمصلحة الحراك وتجديد بعض الوجوه الحزبية في المناطق. ومن جهة ثانية يجري "كباش خفي" وتحول امس الى معلن بشكل "فاضح" بين الوزيرين ​جبران باسيل​ و​سليمان فرنجية​ على "الثلث المسيحي" المعطل اذ ترى اوساط سياسية مسيحية مشاركة في مشاورات التأليف ان "حصة الاسد" لباسيل فيها احدثت نقزة لاكثر من طرف و"حكومة "المستشارين" لم تعجب كثيرين بسبب "سطوة باسيل" و​رئاسة الجمهورية​ على ثلث معطل مسيحي ماروني تحديداً وفي حقائب بقيت نفسها لباسيل و​الرئيس ميشال عون​ كالخارجية و​الطاقة​ والدفاع و​الاقتصاد​ وهذا ما سيقود الى "تدافع" حكومي اذا ما تمت الامور على زغل. واذ يتردد وفق الاوساط دخول "​حزب الله​" بأطفائية الحّلال على خط "ركلجة" حصة باسيل ودخول الرئيس ​نبيه بري​ على خط "تهدئة" خاطر فرنجية وطمأنته، يبدو وفق

الاوساط ان معالم "معركة" الرئاسة فتحت على بعد اشهر من سنة العهد الرابعة. ويرى كل طرف ماروني ان بإمكانه من خلال تعزيز حضوره في هذه ​الحكومة​ ان يعيد "مشروعيته" الشعبية في الشارع وخصوصاً بعد تعرض كل الاحزاب المارونية ولاسيما المردة والتيار لاتهامات من الحراك بالفساد وان كانت حصة باسيل اكبر بكثير مما جرى مع الوزير ​يوسف فنيانوس​ منذ ايام في احد الاماكن العامة وبالتالي تعزيز حضوره وخدماته في انتظار الاستحقاق الرئاسي و​الانتخابات النيابية​ المقبلة.

وتلمح الاوساط الى ان الهاجس الرئاسي ولو كان بعيداً زمنياً فإن الاستعدادات له ضرورية وتحسباً لأي طارىء سياسي في البلد واي متغير يمكن ان يحدث لذلك يرى كل من باسيل وفرنجية والرئيس بري ان "الشبح" الرئاسي سيكون حاضراً في الحكومة قيد التشكيل ويبقى السؤال الكبير: من سينتصر في هذا الكباش؟ وهل ستتأخر الحكومة لبضعة ايام اخرى حتى إنتهاء "عض الاصابع" المتبادل؟