قامت الدنيا ولم تقعد في شارع حركة "١٧ تشرين الأول" عندما فتح ​الجيش اللبناني​ ​أوتوستراد جونية​ عند جسر الرسل بعد ظهر الاربعاء، بعدما قطعه العشرات من تلامذة ​المدارس​. قامت الدنيا ولم تقعد يومها على صفحات التواصل الإجتماعي لأن الناشطين إعتبروا أن الجيش إستعمل القوة وضرب قاصرين خلال تنفيذه مهمة فتح الأوتوستراد، "لكن ما ساقه الناشطون من إتهامات للجيش شيء، والحقيقة شيء آخر كلياً"، تقول مصادر مقربة من ​المؤسسة العسكرية​. فما الذي حصل تحديداً؟ وهل إستعمل الجيش القوة؟ وما مدى صحّة المعلومات التي تحدثت عن توقيف قاصرين في الحادثة المذكورة؟ أسئلة وعلى رغم كثرتها، لكل منها جواب خاص لدى المصادر المقربة من المؤسسة العسكرية، فما حقيقة ما حصل في جونية بعد ظهر الأربعاء؟.

ففي التفاصيل التي يرويها مصدر عسكري، وصلت قوة من فوج المدرعات الأول في الجيش الى النقطة التي قطع فيها الأوتوستراد، وبقيت هذه القوة تتفرج وترصد وتراقب عن بعد ومن دون أن تتدخل مع ​المتظاهرين​. بعد نصف ساعة، وبنتيجة إشكال حصل بين المحتجّين وعدد من المواطنين من بينهم رجل شتم من يقطع الطريق ما أدى الى توتير الأجواء، أضطر الجيش الى التدخل لإعادة السير على المسلكين الغربي والشرقي. خلال عملية فتح الطريق أمام المواطنين والتي لم تستغرق أكثر من خمس دقائق، حصل تدافع خفيف بين العسكريين والمتظاهرين، لكنه سرعان ما إنتهى بعد دقائق قليلة. وعلى كل الإتهامات التي وُجّهت الى المؤسسة العسكرية أكان لجهة إستعمال ​العنف​ أو لجهة ​توقيفات​، تنفي المصادر عينها نفياً قاطعاً ما حُكي عن توقيف قاصرين، وتضيف، "لم نلق القبض يومها إلا على الشبان غير التلامذة الذين تولّوا تنظيم المدارس، وهم شبان حزبيّون واكبوا التظاهرة من مجمّع ​فؤاد شهاب​ الى أسواق جونية ومن ثم الى الأوتوستراد". أما بالنسبة الى إستعمال العنف، فتبدي المصادر إستغرابها حيال هذا الكلام، وتسأل، "لماذا فتح المسلك الشرقي من دون أن يتدخل الجيش؟ أليس لأن المتظاهرين تركوه عند وصول القوة العسكرية وقبل أن يتعرض لهم أحد؟ بالتأكيد هذا ما حصل، وعلى المسلك الغربي، فما حصل مع الجيش هو عملية تدافع خفيفة لإخراج المحتجّين من الطريق وفتح الأوتوستراد أمام العالقين بأزمة السير، ولو خرج المتظاهرون من الطريق كما حصل على المسلك الشرقي لما حصل هذا التدافع الخفيف ولما أوقف من أوقف.

الحملة المغرضة ضد المؤسسة العسكرية وبعنوان توقيف قاصرين وقمعهم ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، لكن "​الشمس​ شارقة والناس شايفة"، فللجيش مهمات لا بد من تنفيذها، ومحبة الناس للمؤسسة لا يجب أن تختلف بين مهمة وأخرى، فهو ليس للمتظاهرين فقط، الجيش للمواطنين ايضاً وعليه أن يوازي بين حريتي التظاهر والتنقّل، وهذا ما حرص عليه منذ ١٧ تشرين الأول وحتى اليوم.