آخر المعطيات عن مساعي تشكيل ​الحكومة​، أن "الخليلَيْن" الوزير ​علي حسن خليل​، مساعد الرئيس ​نبيه بري​، والحاج ​حسين خليل​، المساعد السياسي للأمين العام ل​حزب الله​، زارا الرئيس المكلَّف في منزله، وهي المرة الأولى التي يكون فيها الإجتماع علنيًا، وناقشا معه على الغداء آخر المعطيات المتعلِّقة ب​تشكيل الحكومة​. واللافت في اللقاء أنه يضم للمرة الأولى ممثلًا عن ​تيار المردة​ .

***

حين يُلِح "الخليلان" على المساعي، فهذا يعني ان هناك قرارًا كبيرًا من ​الثنائي الشيعي​ على ولادة الحكومة بأي ثمن، وأن عملية تدوير الزوايا مستمرة... هذا يعني أن الحكومة ستولَد بمسعى من ​حارة حريك​ و​عين التينة​، وبتجاوب من الوزير ​جبران باسيل​، لكن لا شيء قبل الأربعاء المقبل حيث ان الوزير باسيل يشارك في ​مؤتمر​ دافوس، ولا بحث في الحكومة في غيابه، فهو الضلع الثالث في التشكيل، من قبل ​رئيس الجمهورية​ طبعًا.

***

إذا كانت الحكومة ستكون حكومة اللون الواحد، فلماذا الخلاف إذًا؟

مَن يُصدِّق أن ​الحزب السوري القومي الإجتماعي​ هو الذي يعرقل التشكيل، والجميع يقفون عند خاطره؟

هل صحيح أن اعتراض رئيس تيار المردة ​سليمان فرنجيه​ هو على أن يتمثل تيار المردة بوزير واحد، فيما تُعطى كل الحصة ​المسيحية​ للوزير جبران باسيل؟

هل لهذا الإعتراض علاقة بملف ​انتخابات​ الرئاسة بعد ثلاث سنوات؟

سيناريو الإعتراض ينطلق من الفرضية التالية :

عند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي في تشرين الأول من العام 2022، وفي حال تعثر إجراء انتخابات الرئاسة، فإن الحكومة مجتمعة تتولى ​السلطة​ التنفيذية، وهنا كان إصرار الوزير جبران باسيل على الثلث المعطِّل مما يعني انه سيمتلك مفتاح عقد جلسات ​مجلس الوزراء​ أو تعطيلها ...

لهذا السبب يرفض رئيس تيار المردة رفضًا قاطعًا ان يكون "تحت رحمة" الوزير باسيل ...

***

ماذا يعني كل ذلك؟

يعني ان الطبقة السياسية، وحتى إشعار آخر، ما زالت في غربة عما يجري :

نحن في الشهر الرابع على ​الثورة​، ومع ذلك يتوقف تشكيل الحكومة على وزير من هنا ووزير من هناك .

سقط حتى الآن أكثر من 500 جريح من الثوار و​القوى الأمنية​، ومع ذلك ما زالت السلطة السياسية في حال إنكار لِما يجري .

إذا كانت السلطة السياسية لم تُحرّك ساكنًا بعد ثلاثة أشهر ونيف، وبعد سقوط أكثر من 500 جريح، فما هو الشيء الذي يحركها؟

هل عندما تتصاعد حدة التوترات وينتقل الوضع، لا سمح الله من جرحى إلى ​ضحايا​؟

عندها مَن يمكنه أن يوقِف الوضع المتدهور؟

***

والسؤال الأكبر:

هل خطر في بال السلطة السياسية أن التدهور النقدي والمالي والمعيشي بلغ الذروة؟

إن سلطةً تصمُّ آذانها عن الصرخات والمطالبات وعن القهر والجوع والذل وإقفال شركات.

فعلاً هي سلطة لن تترك الكرسي يوماً .