أمام أحد الوفود، وفي معرض الحديث عن الأوضاع المالية، قال فخامة الرئيس العماد ميشال عون: الإجراءات التي ستتخذ ستكون قاسية وربما موجعة ما يتطلب تفهم المواطنين لهذا الأمر .

***

كلامٌ صاعق من دون شك، لكن فخامة الرئيس كبيرَنا، هل المواطن هو المسؤول لتُتخذ في حقه الإجراءات القاسية والموجعة؟ ولماذا على المواطن ان يتفهم هذه الخطوات؟

***

ما ذنب المواطن؟

هل هو الذي أخطأ في إدارة ​قطاع الكهرباء​ فتسبب في عجز ناهز الأربعين مليار ​دولار​؟

هل المواطن هو الذي قرر توليد الكهرباء بكلفةٍ معينة وبيعها بأقل من كلفتها؟

هل المواطن هو الذي سمح لمناطق واسعة بأن تتزود بالكهرباء مجانًا وتستهلكه مجانًا؟

هل المواطن هو الذي سمح للإخوان ​الفلسطينيين​ بأن يستهلكوا الكهرباء مجانًا، ولاحقًا ​النازحين السوريين​؟

هل المواطن هو الذي عاث فسادًا في ​قطاع الخليوي​ فترك الهدر والرعايات والرواتب الباهظة على غاربها؟

هل المواطن هو الذي استأجر المباني الحكومية بأغلى الأسعار تنفيعًا لهذا أو ذاك من السياسيين؟

هل المواطن هو الذي أعطى ​سلسلة الرتب والرواتب​ للقطاع العام بتكلفة ملياري دولار في ​السنة​، علمًا ان التقديرات الأولية التي أُعطيت للمسؤولين قالت بأن كلفتها لا تتجاوز الـ 800 مليون دولار؟

***

فخامة الرئيس أنتم والد المواطن المقهور.

هل المواطن هو الذي ما زال يضع في تصرف ​القطاع العام​ 12 ألف سيارة من خزينة ​الدولة​؟

هل المواطن هو الذي يؤمِّن "بونات" ​البنزين​ لهذه السيارات بأكثر من عشرين

" بونًا" لكل سيارة في الشهر، وكلها من خزينة الدولة؟

فخامة ​الرئيس ميشال عون

المواطن موجوع ومتألم، ولم يعد يحتمل "نسمة هوا" فكيف بإجراءات قاسية وموجعة؟

***

فخامة الرئيس ميشال عون

إذا كان "ولا بد من" إتخاذ إجراءات قاسية وموجعة، فليكن ذلك في حق الذين عملوا في الشأن العام منذ انتهاء الحرب وحتى اليوم أي منذ العام 1990:

أموال بمليارات الدولارات دخلت إلى البلد... فإلى أيدي مَن وصلت؟

وإلى جيوب مَن وصلت؟

ولماذا لم تظهر لا في تحسن الكهرباء ولا في تحسين ​البنى التحتية​ ولا في غيرها؟

الأموال سُرِقَت، والسارقون هُم من الأشخاص الذين عملوا في القطاع العام لأن الأموال تأتي إليهم، فلماذا تُتخذ الإجراءات القاسية والموجعة بحق كل المواطنين وليس بحق السارقين فقط؟

***

فخامة الرئيس ميشال عون

ألستم أنتم القائلون: "البلد منهوب مش مكسور"؟ فلتتوجَّه الانظار إلى الناهبين لا إلى المقهورين من شعبكم العظيم