أشار عضو المجلس السياسي في "​التيار الوطني الحر​" المحامي ​وديع عقل​، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنه "فور تبلغنا بقرار شركة ​طيران الشرق الأوسط​ (الميدل إيست) قبول الدفع ب​الدولار​ الأميركي فقط، تحركنا بسرعة وبمواكبة من الشعب اللبناني، حيث قمنا بالإضاءة على القوانين التي تمنع وتجرّم هكذا قرار، كما أنّ رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ وجّه كلامًا قاسيًا للشركة وطلب منها التعامل ب​الليرة اللبنانية​ ودعا القضاء للتحرّك، وبدوره رئيس الحكومة حسّان دياب واكب الرئيس عون في دعوته، وتمّ فيما بعد التراجع عن القرار".

ولفت عقل إلى أنّ "الميدل إيست تتذرع بمساعدة وكالات السفر التي تدفع بدورها للشركة بالدولار، ولكنّ هذا الأمر غير مقبول إذ أن الوكالات يجب أن تدفع بالليرة اللبنانية أيضاً، وممنوع على أيّ قطاع أو شركة تعمل على الأراضي اللبنانية أن ترفض التعامل بالليرة"، موضحاً أنّ "هذا جرم يعاقب عليه قانون النقد والتسليف الذي يردنا إلى قانون العقوبات لتحديد العقوبة، والتي تتراوح في مثل هذه المسألة بين 6 أشهر و3 سنوات سجن، كما أنّ قانون موازنة 2020 الذي صدر حديثا يفرض أن يكون التعامل والتداول فقط بالعملة الوطنيّة".

وكشف عقل أنّه "منذ 6 سنوات وأنا أُلاحق مخالفات الميدل إيست، وهي بالمناسبة شركة مملوكة من ​مصرف لبنان​ وذات منفعة عامّة وفي نفس الوقت تفتقد للشفافيّة الماليّة والاداريّة، إذ لا تخضع لأيّ جهاز رقابي لبناني بل لشركة خاصّة تدقّق لها حساباتها نهاية كل عام، بينما الأموال التي يفترض أنّها للشعب اللبناني لا يوجد عليها أيّ رقابة"، لافتاً إلى أنه "سبق لوزارة الدولة لشؤون ​مكافحة الفساد​ أن وجّهت أكثر من رسالة وطلبت منها معلومات وتفاصيل ولكن دون تجاوب، وكان رئيس مجلس إدراة الشركة ​محمد الحوت​ يقول أنه فوق الرقابة ولا يخضع للقوانين اللبنانيّة".

وأشار عقل إلى "وجود علامات إستفهام كبيرة على أكثر من ملفّ، إن كان في موضوع شراء الطائرات أو الصيانة أو الأموال التي تُدار داخل الشركة ونتيجة الارباح التي تحقّقها، بالإضافة الى أسعار بطاقات السفر، حيث يدفع المواطن اللبناني أغلى سعر لبطاقة سفر في المنطقة"، موضحاً أن "الشركة تتمتع بإمتياز وتحتكر السوق ولا يوجد لها أيّ منافس، ورغم ذلك أسعارها مرتفعة جداً، وهذا الأمر يشكّل نوعاً من الابتزاز للاغتراب اللبناني ونحن في اكثر من مناسبة طالبنا أن تكون الاسعار مدروسة".

ورأى عقل أنّ "الهدف من الطيران الوطني ليس تحقيق أرباح خاصّة، بل المساهمة في دعم إقتصاد البلاد، فنجد أنّه في كل بلدان العالم يسعى الطيران الوطني الى اجتذاب أكبر عدد من المسافرين، بينما في لبنان أصبح الطيران الأجنبي يرفع أسعاره تماشياً مع أسعار الميدل ايست، وعلى سبيل المثال: سعر تذكرة السفر من باريس إلى بيروت على متن الميدل إيست يشكّل ضعف سعرها من باريس إلى تل أبيب"، متسائلاً: "كيف لنا أن ننافس عدوّنا في ظلّ هكذا أرقام"؟.

واعتبر عقل أن "محمّد الحوت يتمتّع بحماية كبيرة، وهو على رأس الشركة التي هي تحت إدارة حاكم مصرف لبنان ​رياض سلامة​ بالكامل، كما أنّه يحظى بغطاء من رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​، بالإضافة إلى مجموعات كبيرة من السياسيين والقضاة والأمنيين والإعلاميين الذين يستفيدون من الخدمات التي يقدّمها الحوت لهم"، مشيراً الى أنّ "مصرف لبنان و​القضاء اللبناني​ يتحمّلان مسؤوليّة الرقابة على الشركة، وأنا شخصياً حملت ملفاً كبيراً إلى القضاء يتضمّن تفاصيل وأسماء القضاة الذين يحصلون على رحلات إستجمام يخصّصها الحوت عبر الميدل إيست، ولكن لم يصل الملفّ إلى مكان".

وحول التظاهرة التي دعا إليها "التيار الوطني الحر" أمام مصرف لبنان يوم الخميس المقبل، أكد عقل أنّها "قائمة في موعدها وندعو كل لبناني متضرّر من إجراءات المصارف إلى مواكبتنا"، لافتاً إلى أنّ "مطلبنا الأوّل هو أن من حق الشعب اللبناني معرفة ما هي الحسابات والموجودات في مصرف لبنان، وما هو حجم الأموال التي تمّ تهريبها إلى الخارج في ظلّ منع المواطن العادي من تحويل أيّ مبلغ"، كاشفاً أن "هناك معلومات لدينا بأنه حتى الساعة هناك أموال لا تزال تحوّل إلى الخارج".

وأشار عقل إلى أن "تكتّل لبنان القوي سبق وطلب من سلامة تزويده بالارقام ولكن دون تجاوب، ثم عاد رئيس التيار الوطني الحرّ ​جبران باسيل​ وتحدّث عن الموضوع في ​جلسة الثقة​ وأيضا دون نتيجة، مع العلم أنّ هيئة التحقيق الخاصّة يمكنها خلال أيّام معدودة إبلاغ اللبنانيين بنتائج التحقيق دون أيّ معوقات تقنيّة في عملها".