أشار مدير ​المركز الكاثوليكي للإعلام​ الخوري ​عبده أبو كسم​، إلى أن "الأنظار متجهة اليوم إلى كيفية مواجهة ​الأزمة​ الإقتصادية والمالية والصحيّة الناتجة عن اهتراء مكوّنات الدولة ال​لبنان​ية، من جراء ​الفساد​ المستشري على كافة المستويات، حيث جعلوا منها أي من الدولة، بقرة حلوب، ونسمع اليوم من كانوا شركاء في الحكم يتراشقون التهم، ويلقون باللوم على بعضهم البض، ويفتحون الملفات والمدعمّة بالمستندات ونحن ننتظر من ​القضاء​ التحرك ومحاسبة كل الفاسدين مهما علا شأنهم".

وفي كلمة له خلال ندوة "مئويّة لبنان الكبير بين الماضي والحاضر"، رأى أبو كسم "اننا أمام بلد يأن نحت وطأة 35 بالمئة من ​البطالة​، وفوق 50 بالمئة من ​حالات​ ​الفقر​، فهناك أكثر من نصف اللبنانيين لا يستطيعون تأمين ​الخبز​ والتعليم والأستشفاء وكأنه لم يكفنا هذه المصائب فجاؤنا ما يسمى بال "​كورونا​". فالمطلوب اليوم الوقوف إلى جانب شعبنا وأن نستشعر بالقلق والخوف الذي يهدّد مستقبلهم ووجوده"، لافتا الى ان "المطلوب اليوم مزيد من التضامن بين الكنيسة وأبنائها مزيد من التعاضد، فالكنيسة ليست دولة، لكنها أم. والأم تُشعرابناءها بالطمائنينة والحنان وهي تعطي من ذاتها".

واضاف :"ما يطلبه اليوم ​اللبنانيون​ هو تحمل الدولة لمسؤولياتها من خلال مكافحة كل أشكال الجوع وتأمين ​الأمن​ الصحي والأمن الإجتماعي، وتحذر من سرقوا أموال الدولة من أن يمدوا يديهم إلى جيوب الناس ومدخراتهم وجنى عمرهم، ما يطلبه اللبنانيون اليوم محاسبة الفاسدين: نسمع بإخبارات كثيرة، وإدعاءات عديدة ولكن لم نسمع أن القضاء، حاسب أحداً، مع أن الفاسدين معروفين بالأسم"، معتبرا أن "ثورة الجياع بدأت وسوف تكون أشد بأساً من سابقاتها ومن له أذنان صاغيتان فليسمع ونردد مع سيدنا يسوع "من له إذنان صاغيتان فليسمح".

من جهته، لفت المطران بولس مطر الى انه "عندما وقعت الواقعة الاقتصادية الأخيرة وانتفض ​الشعب اللبناني​ ضد أوضاع وطنه المزرية والمرفوضة، تبنى البطريرك هذه ​الثورة​ السلمية التي اثبتت أن شعب لبنان يستحق ​الحياة​ وهو ليس بشعبٍ خاملٍ يرضى بالمذلة كما كان ​العالم​ يحكم عليه بها، لولا هذا التصرف الحضاري الأخير الذي أدهش سائر الدول".

وراى مطر "إن خير زمن لإلتقاط أنفاسنا ولشحذ هممنا والعمل بضمائرنا ​الصوم​ الذي نعيشه اليوم ونحن ما زلنا في بدايات الأسبوع الثاني من اسابيعه السبعة. فلعلنا نسير به مع الرب ​يسوع المسيح​ فنشرك ​الإنسان​ بآلامه وتضحياتنا الكبرى من أجل العالم ولعلنا نصل أيصاً مع المسيح إلى مجد القيامة."